responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقيدة المسلمين في المهدي نویسنده : مؤسسة نهج البلاغة    جلد : 1  صفحه : 308


الله ، يقول على الألسن ، ويثبت على الأفئدة ، وذلك عون الله لأوليائه يظهر في خفي نعمته لطيفا ، وقد أثمرت لأهل التقوى أغصان شجرة الحياة ، وإن فرقانا من الله بين أوليائه وأعدائه ، فيه شفاء للصدور وظهور للنور ، يعز الله به أهل طاعته ، ويذل به أهل معصيته .
فليعد امرى لذلك عدته ، ولا عدة له إلا بسبب بصيرة وصدق نية وتسليم سلامة أهل الخفة في الطاعة ، ثقل الميزان ، والميزان بالحكمة ، والحكمة فضاء للبصر ، والشك والمعصية في النار ، وليسا منا ولا لنا ولا إلينا ، قلوب المؤمنين مطوية على الايمان إذا أراد الله إظهار ما فيها فتحها بالوحي ، وزرع فيها الحكمة ، وإن لكل شئ إني يبلغه لا يعجل الله بشئ حتى يبلغ إناه ومنتهاه .
فاستبشروا ببشرى ما بشرتم ، واعترفوا بقربان ما قرب لكم ، وتنجزوا ما وعدكم ، إن منا دعوة خالصة يظهر الله بها حجته البالغة ، ويتم بها نعمه السابغة ويعطي بها الكرامة الفاضلة ، من استمسك بها أخذ بحكمة ، منها آتاكم الله رحمته ومن رحمته نور القلوب ، ووضع عنكم أوزار الذنوب ، وعجل شفاء صدوركم وصلاح أموركم ، وسلام منا دائما عليكم ، تعلمون به في دول الأيام ، وقرار الأرحام ، فإن الله اختار لدينه أقواما انتخبهم للقيام عليه ، والنصرة له ، بهم ظهرت كلمة الاسلام ، وأرجاء مفترض القرآن ، والعمل بالطاعة في مشارق الأرض ومغاربها .
ثم إن الله خصصكم بالاسلام ، واستخلصكم له ، لأنه اسم سلامة ، وجماع كرامة اصطفاه الله فنهجه ، وبين حججه ، وأرف أرفه وحده ووصفه وجعله رضى كما وصفه ، ووصف أخلاقه وبين أطباقه ، ووكد ميثاقه ، من ظهر وبطن ذي حلاوة وأمن ، فمن ظفر بظاهره ، رأى عجائب مناظره في موارده ومصادره ، ومن فطن بما بطن ، رأى مكنون الفطن ، وعجائب الأمثال والسنن .
فظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، لا تنقضي عجائبه ولا تفنى غرائبه ، فيه ينابيع النعم ، ومصابيح الظلم ، لا تفتح الخيرات إلا بمفاتيحه ، ولا تنكشف الظلم إلا بمصابيحه ، فيه

308

نام کتاب : عقيدة المسلمين في المهدي نویسنده : مؤسسة نهج البلاغة    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست