نام کتاب : عقيدة المسلمين في المهدي نویسنده : مؤسسة نهج البلاغة جلد : 1 صفحه : 290
ينالون تقربا ولن يزدادوا إلا بعدا من الله عز وجل ، أنس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض ، كل ذلك وحشة مما ورث النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ونفورا مما أدى إليهم من أخبار فاطر السماوات والأرض . أهل حسرات ، وكهوف شبهات ، وأهل عشوات ، وضلالة وريبة ، من وكله الله إلى نفسه ورأيه فهو مأمون عند من يجهله غير المتهم عند من لا يعرفه ، فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها . ووا أسفا من فعلات شيعتنا من بعد قرب مودتها اليوم ، كيف يستذل بعدي بعضها بعضا ، وكيف يقتل بعضها بعضا ؟ المتشتة غدا عن الأصل ، النازلة بالفرع ، المؤملة الفتح من غير جهته كل حزب منهم آخذ منه بغصن أينما مال الغصن مال معه ، مع أن الله وله الحمد سيجمع هؤلاء لشر يوم - لبني أمية - كما يجمع قزع الخريف . يؤلف الله بينهم ، ثم يجعلهم ركاما كركام السحاب ، ثم يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستثارهم كسيل الجنتين سيل العرم حيث نقب عليه فارة فلم تثبت عليه أكمة ، ولم يرد سننه رص طود ، يذعذهم الله في بطون أودية ، ثم يسلكهم ينابيع في الأرض يأخذ بهم من قوم حقوق قوم ، ويمكن بهم قوما في ديار قوم ، تشريدا - لبني أمية - ولكي لا يغتصبوا ما غصبوا ، يضعضع الله بهم ركنا ، وينقض بهم طي الجنادل من إرم ، ويملا منهم بطنان الزيتون . فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليكونن ذلك ، وكأني أسمع صهيل خيلهم وطمطمة رجالهم ، وأيم الله ليذوبن ما في أيديهم بعد العلو والتمكين في البلاد كما تذوب الالية على النار ، من مات منهم مات ضالا وإلى الله عز وجل يفضي منهم من درج ، ويتوب الله عز وجل على من تاب ، ولعل الله يجمع شيعتي بعد التشتت لشر يوم لهؤلاء ، وليس لاحد على الله عز ذكره الخيرة ، بل لله الخيرة والامر جميعا . أيها الناس ! إن المنتحلين للإمامة من غير أهلها كثير ، ولو لم تتخاذلوا عن مر الحق ، ولم تهنوا عن توهين الباطل ، لم يتشجع عليكم من ليس مثلكم ولم يقو من قوي عليكم ، وعلى هضم الطاعة وإزوائها عن أهلها ، لكن تهتم كما تاهت بنو إسرائيل على
290
نام کتاب : عقيدة المسلمين في المهدي نویسنده : مؤسسة نهج البلاغة جلد : 1 صفحه : 290