يطلع على آفاق الفكر الحديث وشؤون المعرفة التجريبية ، بالإضافة إلى الإحاطة الكاملة بشؤون الفكر الاسلامي من فقه وتفسير وحديث وتاريخ وما إلى ذلك . وفيما يخص الكتابة الإسلامية كان يلاحظ أن مكانة النجف الدينية تتطلب منها أن تساهم في نشر الفكر الاسلامي على نطاق أوسع من الشكل الحاضر ، وأن تنطلق الدعوة الإسلامية منها عن طريق الكتابة والتأليف والصحافة والنشر على أوسع مجال ، وأن يشمل هذه التيار الفكري الذي ينطلق عنها والذي يحمل معه الإيمان والاصلاح في وضوح وجلاء أقطار العالم وأينما يحل إنسان على ظهر هذا الكوكب . في الوقت الذي كان يلاحظ فيه أن مدرسة النجف لا تعوزها في كثير من الأحيان مادة الكتابة والبحث . ومن جهة ثانية كان يلاحظ أن طابع الفردية هو الذي يغلب على الكتابة النجفية والأبحاث التي يعرضها الكاتب النجفي فهي أقرب إلى الجهد الفردي منه إلى الجهد الجماعي . ومن جهة ثالثة لم تتوفر في النجف في ذلك العهد مطابع مجهزة ولا دور جاهزة للنشر تليق بالمادة العلمية الخصبة التي تعرضها النجف على المطبعة . وكذلك أتيح للشيخ المظفر أن يدرس الحالة في النجف بموضوعية وشمول تامين . ولكنه كان يعلم في نفس الوقت أن عرض المشكلة لا يؤدي إلى شئ ما لم تتضافر الجهود مخلصة صادقة لتلافي النقص . وكان يعلم أن الأساليب السلبية لا تنفع لمواجهة الحالة والهدم لا يفيد ولا ينهض بشئ ، ما لم يكن هناك بناء وراء ذلك ، وأن العمل الإصلاحي لا ينفع في مثل هذه الظروف ، ما لم يكن مقرونا إلى دراسة الوضع دراسة موضوعية شاملة وإلي الروية والتدرج في العلاج . أدرك الشيخ كل ذلك وفكر في ذلك كله طويلا ، وشمر عن ساعد الجد