responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقائد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 121


يتبادلون الحب والمودة إلى الحكومات والمحاكم ، ولا إلى الشرطة والسجون ، ولا إلى قانون للعقوبات وأحكام للحدود والقصاص ، ولما خضعوا لمستعمر ولا خنعوا لجبار ، ولا استبد بهم الطغاة ، ولتبدلت الأرض غير الأرض وأصبحت جنة النعيم ودار السعادة .
أزيدك ، أن قانون المحبة لو ساد بين البشر ، كما يريده الدين بتعاليم الأخوة - لانمحت من قاموس لغاتنا كلمة ( العدل ) ، بمعنى إنا لم نعد نحتاج إلى العدل وقوانينه حتى نحتاج إلى استعمال كلمته بل كفانا قانون الحب لنشر الخير والسلام ، والسعادة والهناء ، لأن الانسان لا يحتاج إلى استعمال العدل ولا يطلبه القانون منه إلا إذا فقد الحب فيمن يجب أن يعدل معه ، أما فيمن يبادله الحب كالولد والأخ إنما يحسن إليه ويتنازل له عن جملة من رغباته فبدافع من الحب والرغبة عن طيب خاطر ، لا بدافع العدل والمصلحة .
وسر ذلك أن الانسان لا يحب إلا نفسه وما يلائم نفسه ، ويستحيل أن يحب شيئا أو شخصا خارجا عن ذاته إلا إذا ارتبط به وانطبعت في نفسه منه صورة ملائمة مرغوبة لديه . كما يستحيل أن يضحي بمحض اختياره له ، في رغباته ومحبوباته لأجل شخص آخر لا يحبه ولا يرغب فيه ، إلا إذا تكونت عنده عقيدة أقوى من رغباته مثل عقيدة حسن العدل والاحسان ، وحينئذ إذ يضحي بإحدى رغباته إنما يضحي لأجل رغبة أخرى أقوى كعقيدته بالعدل إذا حصلت التي تكون جزء من رغباته بل جزء من نفسه .
وهذه العقيدة المثالية لأجل أن تتكون في نفس الانسان تتطلب

121

نام کتاب : عقائد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست