نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 32
الذي يأبى أن يحكمه من هو دونه في الشرف والمنزلة بل يتوق متطلعاً ، أن يخضع لأهل الشرف من بني قومه اعتزازاً ، وأن يسلّم لهم افتخاراً ، وليس المقصود من ذلك أن الإسلام عزز فكرة الطبقية والتسلط من ذوي النفوذ ، بل ألغى كل الامتيازات المادية من أن تتحكم في اختيار الإمام أو الخليفة ودعا إلى نبذ النزعة الطبقية ، وعدها إحدى الظواهر الظالمة التي ارتكزت في نفوس الجاهليين ، ورد على من اقترح أن يكون الرسول من ذوي النفوذ المادي والتسلط الطبقي بقوله ( وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذير أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون جنة يأكل منها ) [1] . وقوله حكاية عن المشركين ( فلولا أُلقي عليه أسورةٌ من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ) [2] . إذن فالإمامة منصب إلهي ، يختار الله تعالى له خيرة عباده وخاصة أوليائه ، وليس لأحد الخيرة في ذلك بل لله الخيرة ولرسوله . هذه قرائن مقالية نبوية أكدها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إضافة إلى القرائن الحالية التي تفرضها حالات بني هاشم من الشرف والصدق والأمانة والمجد والرئاسة ثم ستنصرف إلى آل علي الاثني عشر - كما تتكفله البحوث القادمة انشاء الله تعالى - لتجتمع وتؤكد أن حديث الأئمة من قريش منصرف إلى الأئمة الاثني عشر من آل علي قطعاً ، وسنوافيك بالمزيد قريباً - بحوله وقوته - من البحوث الأخرى .