نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 137
التآخي بين المسلمين ، فيبذل أحدهم لصاحبه ما يسد رمقه ويلبي حاجته اليومية ، فكان فتحاً في كسر الطوق المضروب على المسلمين وبذلك عاجل النبي أساليب المشركين وأبطلها بنظام التآخي بين المسلمين . لقد تكررت حالات المؤاخاة كلما اقتضت الحاجة إلى ذلك ؛ فراح النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعمل على اتباع أسلوب المؤاخاة بين المدنيين من الأنصار وبين المكيين من المهاجرين ، ونجح في تطويق حالة الاحساس الذي دب في روع المهاجرين بأنهم غرباء مستضعفون بعد أن ضحّوا بأموالهم وممتلكاتهم وتركوها في مكة ليتبعوا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في هجرته ، وقضى على هواجس الأنصار الذين راحوا يفكرون بمنافسة المهاجرين لهم في بلدهم ومضايقتهم إياهم في معيشتهم ، وكان للعامل الاقتصادي أثره في خلق هذا الجو الخانق والاحساس المتشنج ، فكانت خطوة المؤاخاة قد أخذت أثرها المبكر في معالجة ما ذهب إليه الفريقان وقضى على محاولات المرجفين الذين يتصيدون بالماء العكر ويحاولون ترهيب الطرفين بترسيخ الروح الانهزامية لديهم . قال الخثعمي السهيلي في الروض الآنف : آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بين أصحابه حين نزلوا المدينة ليذهب عنهم وحشة الغربة ويؤنسهم من مفارقة الأهل والعشيرة ، ويشد أزر بعضهم ببعض [1] . إن أسلوب التآخي الذي اتبعه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان حكيماً ، أثمر عن نتائج جديدة وهي محاولة المقابلة بين طرفين واجراء عملية التعادل بين المتآخين ، فقد عمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يعدل كلٌ بصاحبه في مؤاخاته ، وهو
[1] الروض الآنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام ح 2 ص 252 لابن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي مكتبة الكليات الأزهرية طبع مؤسسة الفكر العربي للطباعة .
137
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 137