مناقشة النصوص لم تكن الحاجة إلى مناقشة النصوص الواردة في خلافة علي ( عليه السلام ) إلاّ محاولة رادعة للجهود التثقيفية التي تتبنى مسلك مناقشة النص والتي تجاوزت إلى حالات مقيتة مرفوضة ضمن الأدبيات الإسلامية المنهي عنها على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهي محاولات « الاجتهاد مقابل النص » فقد اعتاد السلف من المسلمين ومثلهم مدرسة الإمامية كذلك على أن تتعامل مع النصوص النبوية بما يضمن الابقاء على القصد النبوي سليماً عن أي محاولة توجيهية يتدخل بها الذوق لانتزاع صيغ جديدة تكون بدائل عن هذه النصوص ، وكانت محاولة « الاجتهاد مقابل النص » كبوة من كبوات البحث الإسلامي الذي زجته دوائر تثقيفية خاصة ضمن برامجها القائمة على ايجاد نظريات تتناسب وآراءها ، وقد عانت الثقافة الإسلامية من محاولات ابتزازية تكفلت في انسلاخ الموروث النبوي عن العقلية المسلمة وقدّمت صيغاً جديدة مبرمجة تفرض نظريات بديلة عن مدرسة النص النبوي .
وفي محاولتنا هذه سنلقي الأضواء على هذه الجهود وسنحاول مناقشة بعضها لاطلاع القارئ على صيغ القرصنة الثقافية الفكرية التي تعهدتها دوائر معينة لتقدم للأمة موروثاً نبوياً مشلولاً أو ذا ظلال باهتة هامشية .

111