responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 32


والتمجيد ، فإنّ الحمد والثناء إنّما يصحان في مقابل الفعل الاختياري ، وما هو خارج عن إطار الاختيار لا يصح أن يحمد صاحبه عليه ، إذ هو وغيره في هذا المجال سواء ، ولو أفيض ذاك الكمال على فرد آخر لكان مثله ؟
2 . إذا كانت العصمة تعصم الإنسان عن الوقوع في المعصية ، فالإنسان المعصوم عاجز عن ارتكاب المعاصي واقتراف المآثم ، وعندئذ لا يستحق لترك العصيان مدحاً ولا ثواباً إذ لا اختيار له ؟
والفرق بين السؤالين واضح ، إذ السؤال الأوّل يرجع إلى عد نفس إفاضة العصمة مفخرة من مفاخر المعصوم ، لأنّه إذا كانت موهبة إلهية لما صح عدها كمالاً للمعصوم ، بخلاف السؤال الثاني فإنّه يتوجه إلى أنّ العصمة تسلب القدرة عن المعصوم على ارتكاب المعاصي ، فلا يعد الترك كمالاً ولا عاملاً لاستحقاق الثواب .
وهذان السؤالان من أهم الأسئلة في باب العصمة ، وإليك الإجابة عن كليهما .
العصمة المفاضة كمال لصاحبها إنّ العصمة الإلهية لا تفاض للأفراد إلاّ بعد وجود أرضيات صالحة في نفس المعصوم تقتضي إفاضة تلك الموهبة إلى صاحبها ، وأمّا ما هي تلك الأرضيات والقابليات التي تقتضى إفاضتها فخارج عن موضوع البحث ، غير إنّا نقول على وجه الاجمال : إنّ تلك القابليات على قسمين : قسم خارج عن اختيار الإنسان ، وقسم واقع في إطار إرادته واختياره .
أمّا القسم الأوّل ، فهي القابليات التي تنتقل إلى النبي من آبائه وأجداده عن طريق الوراثة ، فإنّ الأولاد كما يرثون أموال الآباء وثرواتهم ، يرثون أوصافهم

32

نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست