نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 298
بحبل العصمة وولي أمر الله بإذنه ، ولنا في الأجزاء الآتية من هذه الموسوعة بحث حول الشهداء في القرآن ، فنكتفي بهذا القدر في المقام . ثم إنّ العلاّمة الحجّة السيد عبد الله شبر أقام دلائل عقلية ونقلية على صيانة النبي عن الخطأ ولكن أكثرها كما صرّح به نفسه - قدس الله سره - مدخولة غير واضحة ، ومن أراد الوقوف عليها فليرجع إلى كتابه . ( 1 ) أدلّة المخطّئة إنّ بعض المخطّئة استدلّ على تطرّق الخطأ والنسيان إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ببعض الآيات غافلة عن أهدافها ، وإليك تحليلها : 1 . قال سبحانه : ( وَإذَا رَأيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ ) ( 2 ) زعمت المخطّئة أنّ الخطاب للنبي وهو المقصود منه ، غير أنّها غفلت عن أنّ وزان الآية وزان سائر الآيات التي تقدّمت في الأبحاث السابقة وقلنا بأنّ الخطاب للنبي ولكن المقصود منه هو الأُمّة ، ويدل على ذلك ، الآية التالية لها قال : ( وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِن شَيئٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) ( 3 ) ، فإنّ المراد انّه ليس على المؤمنين الذين اتقوا معاصي الله سبحانه من حساب الكفرة شيء بحضورهم مجلس الخوض ، وهذا يدل على أنّ النهي عن الخوض تكليف