نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 282
لِلْمُسْلِمِينَ * ولَقَدْ نَعْلَمُ أنّهُمْ يَقُولُونَ إنّما يُعَلِمُهُ بَشرٌ لِسانُ الذي يُلْحِدُونَ إليهِ أعْجَميّ وهذا لِسانٌ عَرَبِيّ مُبِين ) ( 1 ) ، وقال سبحانه : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إنْ هَذَا إلاَّ إفْكٌ افْتَرَاهُ وَأعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءوا ظُلْماً وَزُوراً * وَقَالُوا أسَاطِيرُ الأوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأصِيلاً * قُلْ أنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ إنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً ) ( 2 ) والآية التي تمسّكت بها المخطّئة بصدد بيان هذا الأمر وأنّه وحي سماوي لا إفك افتراه ، ولأجل ذلك بدأ كلامه بلفظة ( وكذلك أوحينا إليك ) ، أي كما أنّه سبحانه أوحى إلى سائر الأنبياء بإحدى الطرق الثلاثة التي بيّنها في الآية المتقدمة ، أوحى إليك أيضاً روحاً من أمرنا ، وليس هذا كلامك وصنيعك ، بل كلام ربك وصنيعه . هذا مجمل الكلام في الآية ، ولأجل رفع النقاب عن مرامها نقدم أُموراً تسلّط ضوءاً عليه : الأوّل : المراد من الروح في الآية هو القرآن ، وسمّى روحاً لأنّه قوام الحياة الأُخروية ، كما أنّ الروح في الإنسان قوام الحياة الدنيوية ، ويؤيد ذلك أُمور : أ . إنّ محور البحث الأصلي في سورة الشورى ، هو : الوحي والآيات الواردة فيها البالغ عددها 53 آية ، تبحث عن ذلك المعنى بالمباشرة أو بغيرها . ب . الآية التي تقدمت على تلك ، تبحث عن الطرق التي يكلّم بها سبحانه أنبياءه ويقول : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إلاَّ وَحْياً أوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإذْنِهِ مَا يَشَاءُ إنَّهُ عَلَىّ حَكِيمٌ ) ( 3 )