نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 152
انفتاح الباب لزم ذكره عند قوله أو قبله ( واستبقا الباب ) لا في الآية المتقدمة عليه ويظهر ذلك بملاحظتهما حيث قال : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ . . . ) ( 1 ) ( وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَألْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ) ( 2 ) ترى أنّه يذكر همّه بها ورؤية البرهان في آية ثم يذكر استباقهما إلى الباب في آية أُخرى مع الفصل بينهما بذكر أُمور منها ( إنّه كان من المخلصين ) ، فلو كان المراد من « رؤية البرهان » هو انفتاح الباب كان المناسب ذكر الاستباق قبلها . على أنّ الظاهر من قوله « وغلّقت الأبواب » هو سدّ الأبواب لا إقفالها بمعنى وضع قفل عليها يمتنع معه فتحها بيسر ، وإنّما لم تقفلها لأنّها لم تكن تتوقع من يوسف أن لا يستجيب لها ويعصي أمرها . المعنى الثالث للآية انّ الهمّ من جانب يوسف هو خطور الشيء بالبال وان لم يقع العزم عليه ، وربّما يستعمل الهم في ذلك ، قال كعب بن زهير : فكم فهموا من سيد متوسع ومن فاعل للخير انّ همّ أو عزم ولا يخفى أنّ هذا التفسير عليل ، لأنّ الظاهر من الهمّ في كلا الموردين واحد ولم يكن الهمّ من جانب العزيزة إلاّ العزم ، والتفكيك بين الهمين خلاف الظاهر . وعلى كل تقدير فقصة يوسف الواردة في القرآن تدل على نزاهته من أوّل
1 . يوسف : 24 . 2 . يوسف : 25 .
152
نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 152