نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 120
الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ) . ( 1 ) وبذلك يظهر سرّ قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « سلمان منّا أهل البيت » فعد غير العرب من أهل بيته ، وما هذا إلاّ لأنّ التشابه الروحي أوثق صلة وأحكم عرى ، كما أنّ التباين الروحي خير أداة لقطع العرى وهدم الوشيجة المادية . ولأجل ذلك قال الإمام الطاهر على بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) في حق ابن نوح : « لقد كان ابنه ولكن لمّا عصى الله عزّ وجلّ نفاه عن أبيه ، وكذا من كان منّا لم يطع الله عزّ وجلّ فليس منّا ، وأنت إذا أطعت الله فأنت منّا أهل البيت » . ( 2 ) نعم لا نقول إنّ ما ذكرناه هو المصطلح الوحيد في القرآن ، بل له مصطلح آخر يتطابق مع اصطلاح أهل اللغة والعرف ، وهو الاكتفاء بالوشيجة المادية ، ونرى كلا المصطلحين واردين في سورة هود قال سبحانه : ( وأهلك إلاّ من سبق عليه القول ومن آمن ) ، فأطلق لفظ الأهل على مطلق المنتمي إلى شيخ الأنبياء ، كافراً كان أم مؤمناً ، ثم أخرج الكافر من الحكم ( احمل ) لا من الموضوع وهو ( الأهل ) وقال : ( إلاّ من سبق عليه القول ) . وفي الوقت نفسه يجيب نداء نوح ( عليه السلام ) بعد قوله : ( إنّ ابني من أهلي ) بقوله : ( إنّه ليس من أهلك ) . الوجه الثاني : لا دلالة لقوله : ( فلا تسألن ما ليس لك به علم ) على صدور سؤال غير لائق بساحة الأنبياء : قد عرفت ما في الوجه الأوّل من نسبة الكذب إلى شيخ الأنبياء نوح ( عليه السلام ) في قوله : ( إنّ ابني من أهلي ) ، فهلمّ معي ندرس الوجه الثاني ، وهو أنّ قوله
1 . هود : 40 . 2 . البحار : 49 / 219 ضمن ح 3 .
120
نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 120