نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 105
وبالجملة : فهذه الوجوه الثلاثة المذكورة حول ( غوى ) تثبت وهن الاستدلال بها على العصيان . 5 . ما معنى قول آدم ( عليه السلام ) : ( ربَّنَا ظَلَمنا أنْفُسَنا ) ؟ إنّ الظلم ليس إلاّ بمعنى وضع الشيء في غير موضعه ، ومن أمثال العرب قولهم « من أشبه أباه فما ظلم » . قال الأصمعي : الظلم : وضع الشيء في غير موضعه ، وفي المثل « من استرعى الذئب فقد ظلم » ولأجل ذلك يُعد العدول عن الطريق ظلماً ، يقال : « لزموا الطريق فلم يظلموه » أي لم يعدلوا عنه . ( 1 ) فإذا كان معنى الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه وتجاوز الحد ، لا يلزم أن يكون كل ظلم ذنباً بل يشمله وغيره ، فمن لم يسمع قول الناصح المشفق وعمل بخلاف قوله فقد وضع عمله في غير موضعه ، كما انّ من خالف النهى التنزيهي فقد عدل عن الطريق الصحيح . وبالجملة : فكل مخالفة وانحراف عن طريق الصواب ظلم . سواء أكان الأمر المخالف مولوياً أم إرشادياً ، إلزامياً أم غيره . أضف إلى ذلك أنّه سبحانه يعد الظلم للنفس مقابلاً لعمل السوء ، ويقول : ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً ) ( 2 ) والآية تُعرب عن أنَّ الظلم للنفس ربّما يكون غير عمل السوء ، وعند ذلك يتضح أنّ قول آدم : ( رَبَّنَا ظَلَمنَا أنْفُسَنا ) لا يستلزم الاعتراف بالذنب ، لأنّ الظلم
1 . لسان العرب : مادة « ظلم » . 2 . النساء : 110 .
105
نام کتاب : عصمة الأنبياء في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 105