فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان ، والحسن بن علي ، قتيل المعتصم المعروف بسلمة ، فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه مكفناً ، فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه ، فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة ، بشعره قطط ، بأسنانه تفليج ، فجبذ برداء جعفر بن علي وقال : تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي ، فتأخر جعفر وقد اربَدَّ وجهه واصْفَرَّ ، فتقدم الصبي وصلى عليه » . أقول : هكذا انذهل جعفر وتأخر ، وصلى خلف الإمام المهدي ( عليه السلام ) ومعه ابن الخليفة والقضاة والقادة والوزراء وبقية هيئة الدولة ، ثم غاب الإمام ( عليه السلام ) قبل أن يقبضوا عليه ! ولما أفاقوا من ذهولهم أخبروا الخليفة بما حدث فشدد البحث والتفتيش عن الإمام ( عليه السلام ) ، لأنه يعلم أنه الثاني عشر الموعود ، ويخشى أن يكون ظهوره في زمنه ! * *