وروى الصدوق في الأمالي / 125 : « عن أبي الصلت الهروي قال : إن المأمون قال للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله ، قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك ، وأراك أحق بالخلافة مني ! فقال الرضا : بالعبودية لله عز وجل أفتخر وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا ، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم ، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عز وجل . فقال له المأمون : إني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وأبايعك ! فقال له الرضا ( عليه السلام ) : إن كانت الخلافة لك وجعلها الله لك ، فلا يجوز أن تخلع لباساً ألبسك الله وتجعله لغيرك ، وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك ! فقال له المأمون : يا بن رسول الله ، لا بد لك من قبول هذا الأمر ، فقال : لست أفعل ذلك طائعاً أبداً ، فما زال يجهد به أياماً حتى يئس من قبوله فقال له : فإن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك ، فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي ! فقال الرضا ( عليه السلام ) : والله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أني أخرج من الدنيا قبلك مقتولاً بالسم مظلوماً ، تبكي عليَّ ملائكة السماء وملائكة الأرض ، وأدفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد ! فبكى المأمون ، ثم قال له : يا ابن رسول الله ، ومن الذي يقتلك ، أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حي ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت ! فقال المأمون : يا ابن رسول الله ، إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الأمر عنك ليقول الناس : إنك زاهد في الدنيا !