واليوم تغيرت العصور وبدأ الشيعة يجهرون برأيهم والحمد لله ، ويكشفون للعالم أنهم الوجه الآخر الصحيح للإسلام ، مقابل إسلام الحكومات ، وأن عترة النبي ( عليهم السلام ) هم الامتداد الطبيعي الشرعي للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأن التشيع لهم واتِّباعهم ، هو الاتباع الصحيح لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . * * وقد تفاءلت بالقبول عندما أنهيت الكتاب فجاء عفواً في اثني عشر فصلاً في التعريف بالشيعة الإمامية الاثني عشرية . جاء الفصل الأول عاماً حول معنى التشيع ، وبَيَّنْتُ فيه تأسيس النبي ( صلى الله عليه وآله ) له في حياته ، واعتباره الخط الشرعي للإسلام . ثم بينت جذور التشيع الضاربة في الأديان حتى أن إبراهيم كان من شيعة نوح ( عليهما السلام ) ، وقد أسس الكعبة لذريته محمد والأئمة من عترته ( عليهم السلام ) ، ودعا الله تعالى أن يجعلهم أمة مسلمة ويبعث فيهم رسولاً منهم ، ويجعل لهم لسان صدق علياً ، ويجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ، وتتشيع لهم . وبينت في الفصل الثاني سيطرة القرشيين على دولة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بمجرد وفاته ، واضطهادهم لأهل بيته وعترته ( عليهم السلام ) ، وتوارث الحكومات سياسة اضطهادهم وإصرارها عليها . ثم بينت مواصلة أئمة العترة ( عليهم السلام ) جهادهم في مقاومة السلطة ، وكشف تحريفها للإسلام . وجعلت الفصل الثالث لعصر غيبة الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) ، ودور السفراء الأربعة رضوان الله عليهم في خدمة الشيعة وربطهم بالإمام ( عليه السلام )