3 - باب الإعتقاد في الموت قال الصدوق ( قدس سره ) تحت هذا العنوان : « قيل لأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) صف لنا الموت ؟ فقال ( عليه السلام ) : على الخبير سقطتم ، هو أحد ثلاثة أمور ترد عليه : إما بشارة بنعيم الأبد ، وإما بشارة بعذاب الأبد ، وإما بتحزين وتهويل وأمر مبهم لا يدري من أي الفرق هو ! أما ولينا والمطيع لأمرنا فهو المبشر بنعيم الأبد ، وأما عدونا والمخالف لأمرنا فهو المبشر بعذاب الأبد ، وأما المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله ، فهو المؤمن المسرف على نفسه لا يدري ما يؤول حاله ، يأتيه الخبر مبهماً مخوفاً ، ثم لن يسويه الله بأعدائنا ، ويخرجه من النار بشفاعتنا . فاعملوا وأطعيوا ولا تتكلوا ولا تستصغروا عقوبة الله ، فإن من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاث مائة ألف سنة . وسئل الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ما الموت الذي جهلوه ؟ فقال ( عليه السلام ) : أعظم سرور يرد على المؤمنين ، إذ نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الأبد ، وأعظم ثبور يرد على الكافرين ، إذ نقلوا عن جنتهم إلى نار ، لا تبيد ولا تنفد . ولما اشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) : نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم ، لأنهم إذا اشتد بهم الأمر تغيرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجلت قلوبهم ووجبت جنوبهم ، وكان الحسين ( عليه السلام ) وبعض من معه من خواصه ، تشرق ألوانهم ، وتهدأ جوارحهم ، وتسكن نفوسهم ! فقال بعضهم لبعض : أنظروا إليه لا يبالي بالموت ! فقال لهم الحسين ( عليه السلام ) : صبراً بني الكرام ، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضر إلى الجنان الواسعة والنعم