فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ؟ قالا : نعم سمعناه من رسول الله . قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه ! فقال أبو بكر أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ! ثم انتحب أبو بكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق وهي تقول : والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها ! ثم خرج باكياً فاجتمع إليه الناس فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقاً حليلته مسروراً بأهله وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني بيعتي ! قالوا : يا خليفة رسول الله إن هذا الأمر لا يستقيم ، وأنت أعلمنا بذلك إنه إن كان هذا لم يقم لله دين ، فقال : والله لولا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه العروة ما بت ليلة ولي في عنق مسلم بيعة ، بعدما سمعت ورأيت من فاطمة ! قال : فلم يبايع علي كرم الله وجهه حتى ماتت فاطمة رضي الله عنهما ، ولم تمكث بعد أبيها إلا خمساً وسبعين ليلة » ! وفي دلائل الإمامة للطبري / 134 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « قبضت فاطمة في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه ، سنة إحدى عشر من الهجرة ، وكان سبب وفاتها أن قنفذاً مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره ، فأسقطت محسناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً » . وفي مسائل علي بن جعفر / 325 ، عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) قال : « إن فاطمة ( عليها السلام ) صدِّيقة شهيدة » .