11 - سبب نشوء الطرق في معرفة الله تعالى عقيدتنا أن الله تعالى لا يمكن أن يترك الأمر للناس ليجتهدوا في معرفته وعبادته وأن القرآن لا يكفي لذلك لأنه حَمَّال وجوه ، والسنة لا تكفي لأن رواتها ومفسريها مختلفون ، فلا بد من تعيين أئمة معصومين بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) يكونون قدوات للناس فيشرحون لهم معرفة الله تعالى في النظرية ، ويجسدونها في التطبيق ! وهم كما أخبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) اثنا عشر ربانياً من عترته ( عليهم السلام ) ، وقد أمر الأمة باتِّباعهم لكن قريشاً سارعت إلى أخذ الخلافة ، وعزلت العترة ( عليهم السلام ) وحجبتهم عن إمامة الناس ، ولم تعرف الشعوب الجديدة أن إمامتهم جزءٌ لا يتجزأ من الإسلام ، وأنها يجب أن تأخذ معرفة الله تعالى وعبادته منهم ، فتعددت فيها الاجتهادات ، وتأثر مجتهدوها بثقافات الأديان والوثنيات ، فنشأ التصوف في الأمة الإسلامية ! وبرز وُعَّاظٌ وعُبَّادٌ وقراءٌ ومُنَظِّرُون لمعرفة الله وعبادته ، كلهم من الشعوب غير العربية ، وكان مستواهم الذهني متفوقاً ، وكانوا يعتبرون أنفسهم أكثر حضارة ومدنية من العرب وأنهم إن فهموا لغتهم فهم أقدر منهم على فهم نصوص الدين الذي نزل عليهم ، وفهم أغراضه وأهدافه ! فاتبعهم العرب أتباع الخلافة ، وجعلوهم مشايخ طرق صوفية !