وقد سئل الصادق ( عليه السلام ) : لم لا يجوز أن يكون صانع العالم أكثر من واحد ؟ فقال ( عليه السلام ) : ثم يلزمك إن ادعيت اثنين فرجة ما بينهما حتى يكونا اثنين ، فصارت الفرجة ثالثاً بينهما قديماً معهما ، فيلزمك ثلاثة ، وإن ادعيت ثلاثة لزمك ما قلنا في الاثنين ، حتى تكون بينهم فرجة فيكونوا خمسة ! ثم يتناهى في العدد إلى ما لا نهاية له في الكثرة » . قال الصدوق ( قدس سره ) : « اعتقادنا في التوحيد : ليس كمثله شي ، قديم لم يزل ، سميع بصير ، عليم حكيم ، حي قيوم ، عزيز ، قدوس ، قادر غني ، لا يوصف بجوهر ولا جسم ولا صورة ولا عرض ولا خط ولا سطح ولا ثقل ولا خفة ولا سكون ولا حركة ولا مكان ولا زمان . وأنه تعالى متعال عن جميع صفات خلقه خارج من الحدين حد الإبطال وحد التشبيه ، وأنه تعالى شي لا كالأشياء ، أحد صمد لم يلد فيورث ، ولم يولد فيشارك ، ولم يكن له كفواً أحد ، ولا ند ولا ضد ولا شبه ، ولا صاحبة ، ولا مثل ولا نظير ولا شريك ، لا تدركه الأبصار والأوهام وهو يدركها ، لا تأخذه سنة ولا نوم وهو اللطيف الخبير ، خالق كل شئ ، لا إله إلا هو له الخلق والأمر ، تبارك الله رب العالمين . ومن قال بالتشبيه فهو مشرك ومن نسب إلى الإمامية غير ما وصف في التوحيد فهو كاذب ، وكل خبر يخالف ما ذكرت في التوحيد فهو موضوع مخترع ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو باطل ، وإن وجد في كتاب علمائنا فهو مدلس . والأخبار التي يتوهمها الجهال تشبيهاً لله تعالى بخلقه فمعانيها محمولة على ما في القرآن من نظائرها ، لأن في