ويشارك بقية المسلمين الشيعة في هذه العقيدة بقدر وآخر ، ويضيفون إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) مشاهد الأولياء من العلماء والعُبَّاد ، كمشهد السيد البدوي ، ومشاهد أهل البيت ( عليهم السلام ) في مصر ، ومشهد عبد القادر وأبي حنيفة ، في العراق . وقد تنطع في القرن الثامن شيخ يسمى ابن تيمية ، فكفَّر جميع المسلمين لزيارتهم قبور النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السلام ) والأولياء ، واعتبر قصد الزيارة والتوسل بهم شركاً وكفراً بالله تعالى . ثم ظهر له أتباع في القرنين الأخيرين يسمون الوهابية ، عملوا بعنف وقسوة لمنع المسلمين من زيارة القبور المشرفة ، بأسلوب التهريج وقتل الزوار ! وقد اعتبر الشهيد الأول محمد بن مكي ( قدس سره ) المعاصر لابن تيمية ، فتاواه تلك مراغمةً منه للشيعة وحسداً لهم ، لما رأى من اهتمامهم بزيارة مشاهد الأئمة ( عليهم السلام ) والمجاورة عندها ! قال في ذكرى الشيعة : 3 / 111 : « وارتكب واحد من العامة تحريم زيارة الأنبياء والأئمة والصالحين ( عليهم السلام ) متمسكاً بهذا الخبر على مطلوبه ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجد الحرام ومسجدي ومسجد الأقصى - أحمد : 2 / 278 ) ، ذاهباً إلى أنه لا بد من إضمار شئ هنا ولتكن العبادة ، لأن الأسفار المطلقة ليست حراماً ، وهو تحكم محض لأن إباحة الشد للأسفار المطلقة يستلزم أولوية إباحته لما هو عبادة ، إذ العبادة أرجح في نظر الشرع من السفر المباح ، ويلزمه عدم الشد لزيارة أحياء العلماء وطلب العلم وصلة الرحم ، وقد جاء : من زار عالماً فكمن زار بيت المقدس . وورد : أطلبوا العلم ولو بالصين ، و سرْ سنتين بِرَّ والديك . ولا