فالمرجع خبير في الشريعة الإسلامية على مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) بل هو كبير الخبراء وأعلم الفقهاء . والميزان فيه علمه وتقواه بقطع النظر عن قوميته وبلده ، فكل عالم شيعي من أي بلد وقومية وصل الى هذه المرتبة ، واستوفى بقية الشروط تكون مرجعية الشيعة من حقه بل من واجبه . ومرجعيته ليست مدينة لدولة ولا لجهاز إعلام ، بل مدينة للإنسان الشيعي الذي اختاره مرجعاً له يأخذ منه الفتاوى والتوجيهات ، ويصرف حقوقه الشرعية حسب فتواه وإجازته . وبهذا فإن المرجعية عند الشيعة شعبية بالكامل ، تتم بانتخاب طبيعي . 6 - لماذا يقدس الشيعة مراجعهم ؟ تختلف نظرة الشيعة الى أئمتهم عن نظرة بقية المذاهب الى خلفائهم وصحابتهم وأئمة مذاهبهم وعلمائهم . فالشيعة أكثر أحتراماً وحباً وتقديساً لأئمتهم الإثني عشر ( عليهم السلام ) لأنهم يعتقدون أنهم مختارون من الله تعالى ، وأنهم حجج الله على خلقه ، اصطفاهم وأعطاهم من العلم والصفات ما جعلهم قدوة في كل الأمور . فترى الشيعي يهيم حباً بالإمام المعصوم ( عليه السلام ) ، ويحب أن يعرف كليات سيرته وجزئياتها ، وأن يدرس أقواله وأفعاله ، ويتعلم من مشاعره وتصرفاته . وتراه يقدس المعصوم ( عليه السلام ) ويتبرك بكل آثاره وما يتصل به ، ويتوسل به الى ربه في أدعيته ، وينذر له النذور ، ويقيم المجالس لذكرى وفاته ومولده ، ويحرص