أما مرجعية الشيعة فقاومت ، ووقف جمهورها معها ، متحملاً البأساء والضراء ، حتى خرجت منتصرة مرفوعة الرأس ، في العراق ، وإيران ، ولبنان ، وأينما حل الشيعة . والسبب في ذلك طبيعة المذهب الشيعي ، وأن تمويل المرجعية شعبي من عطاءات الناس الطوعىة ، وليس حكومياً . 3 - كيف يختار الشيعة مرجع التقليد ؟ نشأ وجوب التقليد من حاجة المسلم الى معرفة معالم دينه وأحكام عباداته ومعاملاته ، فهو يحتاج الى خبير في الشريعة يثق به ، يفتيه في ذلك . وعندما يختلف الفقهاء في الإستنباط ، يجب عليه أن يرجع الى الفقيه الأعلم . قال السيد الخوئي في كتاب الاجتهاد والتقليد / 119 و 203 : « يجب تقليد الأعلم مع الإمكان على الأحوط ، ويجب الفحص عنه . . المراد من الأعلم من يكون أعرف بالقواعد والمدارك للمسألة وأكثر اطلاعاً . . وأجود فهماً للأخبار ، والحاصل أن يكون أجود استنباطاً . والمرجع في تعيينه أهل الخبرة والإستنباط . . لا يجوز تقليد غير المجتهد وإن كان من أهل العلم ، كما أنه يجب على غير المجتهد التقليد ، وإن كان من أهل العلم . يعرف اجتهاد المجتهد بالعلم الوجداني ، كما إذا كان المقلد من أهل الخبرة وعلم باجتهاد شخص . وكذا يعرف بشهادة عدلين من أهل الخبرة ، إذا لم تكن معارضة بشهادة آخريْن من أهل الخبرة ، ينفيان عنه الإجتهاد .