امتنعوا عن بيعة أبي بكر حتى بايع علي ( عليه السلام ) . ثم تكاثر أتباع علي ( عليه السلام ) في المدينة ، وكانوا في خارجها أكثر ، حتى صاروا تياراً ! وقد تظاهر أهل المدينة بعد قتل عثمان يهتفون باسم الإمام ( عليه السلام ) للخلافة . وتكاثر شيعته في خلافته ( عليه السلام ) ، ثم اضطهدهم معاوية بعده أشدَّ اضطهاد ، فقتل منهم كثيراص وشرد آخرين ، حتى كانت شهادة الإمام الحسين ( عليه السلام ) فكان الذين بايعوه على الموت واستشهدوا معه نحو مائة رجل . وقد قلَّ الشيعة بعد قتل الحسين ( عليه السلام ) مباشرة ، لكن سرعان ما حدثت هزة في الأمة فثار التوابون والمختار وإبراهيم بن مالك الأشتر ، على الأمويين مطالبين بثارات الحسين ( عليه السلام ) ، وسيطروا على العراق وتوابعه شرق إيران ، وأقاموا دولة . ثم تزايد الشيعة على يد الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) واستمر تزايدهم في أنحاء البلاد الإسلامية ، فكانوا تياراً قوياً مختلطاً بشيعة بني هاشم عامة . وقاد هذه الموجة الفرس وتمكن العباسيون من استغلالها فبايعهم الفرس ، لكن بقي شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) بقيادة الإمام الصادق ( عليه السلام ) مميزين . وقد سمى بعض المؤرخين القرن الرابع الهجري ( قرن التشيع ) لأنه شهد موجة شيعية واسعة ، ووثَّق ذلك المستشرق آدم متز في كتابه ( الحضارة الإسلامية في القرن الرابع ) ، فقد تفرع من الشيعة الإسماعيليون ، وأقاموا الدولة الفاطمية في المغرب ، وقويت ، وأخذت تضغط على مصر حتى احتلتها وجعلتها عاصمتها ، كما أسس الحسنيون دولة الأدارسة في المغرب أيضاً ، ونجحت ثورة العلويين في شمال إيران وأسسوا دولتهم في طبرستان .