نام کتاب : عجائب أحكام أمير المؤمنين ( ع ) نویسنده : السيد محسن الأمين جلد : 1 صفحه : 135
وضادني ، اللهم وإني غير معطل حدودك ، ولا طالب مضادتك ، ولا معاندتك ، ولا مضيع لأحكامك ، بل مطيع لك ، متبع سنة نبيك ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فنظر إليه عمرو بن حريث وكأن الرمان يفقأ ( [1] ) في وجهه ، فلما رأى عمرو ذلك قال : يا أمير المؤمنين ، إنما أردت أن أكفله لأنني ظننت أنك تحب ذلك ، فأما إذ كرهت فلست أفعل . فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : بعد أربع شهادات فتكفله وأنت صاغر . ثم قام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فصعد المنبر ، فقال : يا قنبر ، ناد في الناس الصلاة جامعة ، فنادى في الناس ، فاجتمعوا حتى غص المسجد بأهله ، فقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس ، إن إمامكم خارج بهذه المرأة إلى الظهر ليقيم عليها الحد إن شاء الله ، يعزم عليكم أمير المؤمنين لما خرجتم متنكرين ومعكم أحجاركم لا يتعرف منكم أحد إلى أحد حتى يرجع إلى منزله إن شاء الله ، ثم نزل . فلما أصبح خرج [ أمير المؤمنين ] ( [2] ) بالمرأة ، وخرج الناس متنكرين متلثمين ( [3] ) بعمائمهم ، والحجارة في أيديهم وفي أرديتهم وأكمامهم ، حتى انتهوا إلى ظهر الكوفة ، فأمر فحفر لها حفيرة ، ثم دفنها فيها إلى حقوها ( [4] ) ، ثم ركب بغلته وأثبت رجليه في غرز الركاب ، ثم وضع إصبعيه السبابتين في أذنيه ، ونادى بأعلى صوته : يا أيها الناس ، إن الله تبارك وتعالى عهد إلى نبيه محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعهد محمد إلي بأنه لا يقيم الحد من لله عليه الحد ، فمن كان لله عليه مثل ما له عليها فلا يقم عليها الحد .
[1] الفقأ : الشق . [2] من المصدر . [3] اللثام : ما كان على الفم من النقاب . [4] الحقو : الخصر ومشد الإزار من الجنب . " لسان العرب : 14 / 189 - حقا - " .
135
نام کتاب : عجائب أحكام أمير المؤمنين ( ع ) نویسنده : السيد محسن الأمين جلد : 1 صفحه : 135