نام کتاب : طهارة آل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 218
ومغفرته ورضوانه عليه وعليهم ، لأن من كانت إرادة الله تعالى في أمره مقصورة على إذهاب الرجس والتطهير كان حقيقا بهذه الأمور . ثامنها : أن في طلب ذلك لهم وله من تعظيم قدرهم وإنافة منزلتهم حيث ساوى بين نفسه وبينهم في ذلك ، مما لا يخفى ، كما سبق في دخوله ( صلى الله عليه وسلم ) معهم في ما تضمنته الآية . تاسعها : أنه ( صلى الله عليه وسلم ) سلك في طلب ذلك من مولاه عز وجل أعظم أسلوب وأبلغه فقدم على الطلب مناجاته تعالى مما تضمنه قوله " اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم " . ثم أخذ بذكر ما أعطي إبراهيم وآله إلى أن قال : فتلك الأمور ثابتة لهم فيما مضى أيضا ، فإنما طلب في الحال الإنعام من المنعم فيما مضى وجعل سبق العطاء في الماضي سببا لطلب العطاء في الحال . عاشرها : أن دعاءه ( صلى الله عليه وسلم ) مجاب ، سيما في أمر الصلاة عليه ، وقد دعا مولاه أن يخصه بالصلاة عليه وعليهم فتكون الصلاة عليه من ربه كذلك . حادي عشرها : أن جمعهم معه ( صلى الله عليه وسلم ) في هذا التطهير الكامل ، وما نشأ عنه من الصلاة عليه وعليهم ، ونحو ذلك مقتض لإلحاقهم بنفسه الشريفة كما يشير إليه بقوله : " اللهم إنهم مني وأنا منهم " . - وأخذ بذكر الأحاديث التي ألحقهم بنفسه وأقامهم مقام نفسه - . ثاني عشرها : أن قصر الإرادة الإلهية في أمرهم على إذهاب الرجس والتطهير يشير إلى ما يأتي في بعض الطرق من تحريمهم في الآخرة على النار . ثالث عشرها : حثهم بذلك على كمال البعد عن دنس الذنوب والمخالفات . رابع عشرها : أن قوله ( صلى الله عليه وسلم ) في الرواية السابقة : " فجعلني في خيرهم بيتا فذلك قوله عز وجل * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) * دال على أنهم استحقوا بذلك أن يكونوا خير الخلق ، وستأتي الدلالة عليه آخر هذا الذكر . خامس عاشرها : أن الآية المذكورة لما أفادت أن طهارتهم في الذروة العليا ومساواتهم له
218
نام کتاب : طهارة آل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 218