نام کتاب : صفات الله عند المسلمين نویسنده : حسين العايش جلد : 1 صفحه : 74
وحاول بعض أن يقرب الفكرة بأن الله مجرد وعلمه بالأشياء بالعلم الحضوري لا الحصولي فبالتالي لا تخفى عليه الجزئيات [1] . وهناك قول بأن العلم الإلهي له مرتبتان ، الأولى هي العلم بالأشياء قبل إيجادها في مرتبة الذات ، والثانية هي العلم بالأشياء بعد إيجادها وهو فعله [2] . وهذا التعبير أو ما يقرب منه توجد روايات تدل عليه . إن علم الله تعالى علمان ولكنه لا يحل الإشكال بالتأمل الدقي أي لا يرينا بنحو واضح كيفية تعلق علمه بالمعلومات المغايرة له تعالى ، والسبب أن معرفة العلم الإلهي من أدق مباحث علم الكلام والفلسفة . ولذا بعضهم أنكر حتى علمه بذاته بحجة أن العلم نسبة بين العالم والمعلوم وعلم الذات بنفسها لا تغاير فيه حتى تتحقق النسبة ، وقد أجيب على هذه الشبهة بجواب يشبه الأجوبة المتقدمة ( في علمه تعالى بالجزئيات ) غير أن الحق في الجواب عن هذه الشبهات بنحو الاقناع يتوقف على استذكار ما تقدمت الإشارة إليه بنحو الاجمال من أن الصفات الذاتية كالعلم والقدرة والحياة هي الذات المقدسة . وإذا كان علمه تعالى هو ذاته وذاته هي علمه مع أن الذات المقدسة لا تدرك بكيف ولا تؤين بأين [3] ولا يقال فيها لم ومتى كما جاء في الأحاديث المتواترة التي تقدمت الإشارة إلى بعضها . وهو أجل من أن يحيط به بصر أو يحيط به وهم أو يضبطه عقل [4] وأنه تعالى لا يعرف بكيفوفية ولا بأينونية ولا يدرك بحاسة ولا يقاس بشئ [5] .
[1] الإلهيات 120 - 125 . [2] الإلهيات ص 120 . [3] توحيد الصدوق ص 174 - 251 . [4] نفس المصدر ص 252 . [5] نفس المصدر ص 251 .
74
نام کتاب : صفات الله عند المسلمين نویسنده : حسين العايش جلد : 1 صفحه : 74