الملقب بالشيخ « المفيد » . فكان من الطبيعي أن يقتصر البحث فيه على خصوص عصر هذا الرجل ، وهو النصف الثاني من القرن الرابع ، إلى بدايات القرن الخامس الهجري مع حصر الموضوع في ما يرتبط بمعاناته الفكرية رحمه الله - . وهو يريد أن يجيب عن سؤال : ما هو السر في صراحة الشيخ المفيد ، في طرحه للقضايا الحساسة ، ووضوحه في تقديمه لآرائه حولها . 4 - إنّ هذا البحث ينقسم إلى ثلاثة أقسام : الأول : يتحدّث عن معاناة فريق من الناس . أراد أن يمارس حقّه في حرية الفكر ، والاعتقاد ، والتعبير ، في حدود الضوابط الشرعية ، والإنسانية ؛ فثارت ثائرة فريق آخر ، وعمل كلّ شيء في سبيل سلبه ذلك الحق ، وحتى سلبه حقّ الوجود والحياة من الأساس . الثاني : أُشير فيه إلى نهجين مختلفين من التعامل مع قضايا الفكر ، والاعتقاد ، بهدف رؤية أنّ الشيخ المفيد كان أي النهجين يلتزم ، وفي أي اتجّاه كان يتحرّك في حياته العلمية والفكرية . الثالث : تقديم نماذج يسيرة ممّا تفاوت فيه الموقف واختلف ، انطلاقاً من عصبيات وأهواء غير متوازنة ، حيث يظهر بوضوح : أنّ ثمة فريقاً لا يعتمد الإنصاف والموضوعية ، في حركته وفي مواقفه ، وفي تعامله مع القضايا بصورة عامة . والله نسأل أن يلهمنا صواب القول ، وحسن العمل ، وأن يجعل عواقب أُمورنا خيراً . وهو الموفّق والمسدّد ، والمستعان . ولا حول ولا قوّة إلا بالله . حرّر في قم المشرفة 14 / ج 2 / 1413 ه . ق جعفر مرتضى العاملي