الثاني الخبر المتواتر عن النبي صلّى اللّه عليه وآله أنه لما نزل قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) ، خطب الناس في غدير خم وقال للجمع كلّه : « أيها الناس ألست أولى منكم بأنفسكم ؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله » ! فقال له عمر : بخبخ ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ! والمراد بالمولى هنا الأولى بالتصرف ، لتقدّم التقرير منه صلّى اللّه عليه وآله بقوله : ألستُ أولى منكم بأنفسكم ؟ الثالث قوله صلّى اللّه عليه وآله : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيَّ بعدي » . أثبت له جميع منازل هارون من موسى صلّى اللّه عليه وآله ، للاستثناء . ومن جملة منازل هارون أنه كان خليفة لموسى ولو عاش بعده لكان خليفة أيضاً ، وإلا لزم تطرّق النقص إليه ، ولأنه خليفة مع وجوده وغيبته مدّة يسيرة ، وبعد موته وطول الغيبة أولى بأن يكون خليفة . الرابع أنه صلّى اللّه عليه وآله استخلفه على المدينة مع قصر مدة الغيبة ، فيجب أن يكون خليفته بعد موته ، وليس غير علي عليه السلام خليفة له في حال حياته إجماعاً ، لأنه لم يعزله عن المدينة فيكون خليفة له بعد موته فيها ، وإذا كان خليفة في المدينة ، كان خليفة في غيرها إجماعاً . الخامس ما رواه الجمهور بأجمعهم عن النبي صلّى اللّه عليه وآله أنه قال لأمير المؤمنين عليه السلام : « أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وقاضي ديني » . وهو نصّ في الباب .