فضلاً عن غيرها ، حتى يقال : « هذا ذنب كثير وقوعه من المسلمين » . فلو أن أهل العالم بأسره اشتركوا في قتل نبي من الأنبياء أو وصيّ من الأوصياء لأدخلهم اللّه النار . ومن الواضح أن تهوين هذا الفعل الشنيع الفظيع رضىً به ، ومن رضي بفعل قوم أشرك معهم فيه . ثم قال ابن تيميّة : « وأما الشيعة فكثير منهم يعترفون بأنهم إنما قصدوا بالملك إفساد دين الإسلام ومعاداة النبي عليه السلام ، كما يعرف ذلك من خطاب الباطنية وأمثالهم من الداخلين في الشيعة . . . وأول هؤلاء بل خيارهم هو المختار بن أبي عبيدة الكذاب ، فإنه كان أمين الشيعة ، وقتل عبيد اللّه بن زياد ، وأظهر الانتصار للحسين وقتل قاتله . بل كان هذا أكذب وأعظم ذنباً من عمر بن سعد ، فهذا الشيعي شرّ من ذلك الناصبي ، بل والحجّاج بن يوسف خير من المختار بن أبي عبيدة ، فإن الحجّاج كان مبيراً كما سمّاه النبي صلّى اللّه عليه وآله لم يسفك الدماء بغير حق ، والمختار كان كذاباً يدّعي الوحي وإتيان جبريل إليه . . . » [1] . أقول : وهذا الفصل من كلامه أيضاً يشتمل على أكاذيب ودعاوى وافتراءات . . وكلّ ذلك ذبّاً عن عمر بن سعد ، بل هو في الحقيقة ذبّ ودفاع عمّن ولاّه وعمّن شيّد أركان سلطان بني أمية الظالمين ، وعمّن أسّس أساس الظّلم والجور في الإسلام ! نعم ، إن النواصب ليعلمون جيّداً بأن الطعن في عمر بن سعد طعن في معاوية ، والطّعن فيه طعن في الأوّلين . . . . فمَن الباطنية ؟ وما فعلوا ؟ وهل هم من الشيعة حقاً ؟