responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 541


يطهوه الخادم ويعده ، وعينه إليه ناظرة ، ويده فيه عاملة فتأكله كله ، ولا تبقي له بعضه ، أما تخشى سم عينيه ؟ فإن كان طبيخك لحما وأرزا ، وخضارة وحلوى فأبق له من كل ولا تحرمه من بعض وخل عنك الكبر والتعاظم : فلولا هذا ما طعمت الشهي ، ولا شربت الهني ، وكذلك تلبسهم مما تلبس ، وإن لم يكن مثله من كل الوجوه فإن المدار على المواساة .
قال رسول الله ( ص ) : " إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه ، فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين ، أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علاجه " . فالغرض أن تكون نفوسهم قانعة ، وبحالهم راضية ، وقد نهانا الرسول ( ص ) أن نكلفهم من الأعمال ما يشق عليهم ، ويهد من قوتهم ، أو يستفرغ جهدهم ، بل التكليف بالسهل المستطاع الذي لا يسأمه الخادم ، فإن كلفناهم بالشاق وجب علينا أن نعينهم بنفوسنا أو بخدم إلى خدمنا . والحديث نصر للخدم والأخذ بيدهم ، ورفع لمستواهم وتنبيه لهم إلى حقوقهم قبل ساداتهم ، وإرشاد لأرباب البيوت أن يقفوا منهم موقف العدالة ، ولا يتناسوا رابطة الأخوة ، ولا تبادل المنافع ، وفيه النهي عن السباب للخدم وعدم التعرض لآبائهم وأمهاتهم بما يسوؤهم ، أو يحط من قدرهم .
كما أنه يجب على الخادم أيضا أن يكون راع في مال سيده وحافظ مؤتمن فليرعه كما يرعى ماله ، ينميه بما استطاع ، ويحفظه من الضياع . يرحم حيوانه ويرأف به ، ويتفقد صالحه وخيره أليس من هذا المال يطعم ويشرب ويلبس ويسكن ؟
أليس منه يتخذ الأجر ؟ فلم لا يكون فيه أمينا ، وعلى تثميره حريصا . وإذا كان مكلفا برعاية المال فما بالك برعاية الأهل والولد فلا يخن سيده في ماله أو ولده أو أهله وليبعد عنهم الدنس والدنايا ، ولينصح لسيده في كل ما له صلة به والدين النصيحة ، وليعلم أن الله سائله عن كل ذلك .

541

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 541
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست