responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 466


رعيته بما يفعل ، فإن منصبه يفرض عليه أن يخدمهم ، ولو من عليهم لذهب جميل أثره من قلوبهم . وعليه أن يتجنب الكذب فيما يعطي من عهد والتزيد فيما يصف من عمل ، فإن الكذب داعية المقت والتزيد أخو الكذب .
قال عليه السلام :
" وإن ظنت الرعية بك حيفا فأصحر لهم بعذرك ، واعدل عنك ظنونهم بإصحارك ، فإن في ذلك رياضة منك لنفسك ، ورفقا برعيتك ، وإعذارا تبلغ به حاجتك من تقويمهم على الحق " . " وإياك والمن على رعيتك بإحسانك ، أو التزيد فيما كان من فعلك ، أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك ، فإن المن يبطل الإحسان ، والتزيد يذهب بنور الحق ، والخلف يوجب المقت عند الله والناس ، قال الله تعالى : " كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " .
وقد لاحظ ابن خلدون هذه الظاهرة فقرر في مقدمته ما يأتي :
" اعلم أن مصلحة الرعية في السلطان ليست في ذاته وجسمه من حسن شكله أو ملاحة وجهه أو عظم جثمانه أو اتساع علمه أو جودة خطه أو ثقوب ذهنه ، وإنما مصلحتهم فيه من حيث إضافته إليهم ، فإن الملك والسلطان من الأمور الإضافية وهي نسبة بين منتسبين ، فحقيقة السلطان أنه المالك للرعية القائم في أمورهم عليهم ، فالسلطان من له رعية ، والرعية من لها سلطان ، والصفة التي له من حيث إضافته إليهم هي التي تسمى ( الملكة ) وهي كونه يملكهم ، فإذا كانت هذه الملكة وتوابعها من الجودة بمكان حصل المقصود من السلطان على أتم الوجوه ، فإنها إن كانت جميلة صالحة كان ذلك مصلحة لهم ، وإن كانت سيئة متعسفة كان ذلك ضررا عليهم وإهلاكا لهم . ويعود حسن الملكة إلى ( الرفق ) أي الإحسان ، لأن الملك إذا كان قاهرا باطشا بالعقوبات ، منقبا عن عورات الناس وتعديد ذنوبهم شملهم الخوف والذل ولاذوا منه بالكذب

466

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست