responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 363


هكذا يقرر الإمام ( صلوات الله عليه ) فهو يريد أن ينبه إلى أن الأصل في الطبيعة هو الذل والمسكنة ، والأصل في كل شئ يوافق ويلائم ما عليه الشئ من حال . أما الخروج عن الأصل ، وعن الحالة الاعتيادية فهو خرق للنظام وتكلف في خلق نظام آخر جديد لا يقوم مقام النظام الأول .
ولا يريد عليه السلام أن الذل أصل في كل إنسان بالنسبة إلى مثله . فليس ذلك ما يريد ، لأن الطبيعة الإنسانية في حساب الإمام عليه السلام كوحدة موحدة لا تمايز فيها ولا خلاف ، وهي كلها يجب - كما أن الأصل فيها - أن تكون ذليلة خاضعة لمن ؟ لله القوي المتكبر المتجبر المهيمن السلام ، ولا قوة إلا بالله .
هذا ما يتجلى لدينا من هذه الفقرات المشعة .
ومعلوم أن الهدي والقلائد قوام للناس ، فمن بذلها قومت له دينه ، وكفرت عن ذنبه ، وطهرت له نفسه ، وزكت ماله ، وجعلته آمنا على نفسه وهي عند من يأخذها قوام حياته ، وتخفيف آلامه .
والقرآن الكريم ربط ( الهدي ) بتقوى الله قال : ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) . إذ أن التقوى هي الغاية من مناسك الحج وشعائره وتعظيم شعائر الله تعالى يتبعه الالتزام بها ، وذلك خير عند الله . خير في عالم الضمير والمشاعر ، خير في عالم الحياة والواقع . فالضمير الذي يتمسك بشعائر الله هو الضمير الذي يتطهر ، والحياة التي ترعى فيها شعائر الله هي الحياة التي يأمن فيها البشر من البغي والاعتداء ، ويوجد فيها متابة أمن ، وواحة سلام ، ومنطقة اطمئنان . وفوق ذلك أنها رموز تعبيرية عن التوجه إلى رب البيت وطاعته . وقد تحمل في طياتها ذكريات قديمة من عهد إبراهيم ( عليه السلام ) وما تلاه ، وهي ذكريات الطاعة والإنابة والتوجه إلى الله منذ نشأة هذه الأمة

363

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست