نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : القاضي الجرجاني جلد : 1 صفحه : 244
بحيث لم يبق فيه شبهة ( وآيات التحدي كثيرة ) كقوله تعالى فأتوا بحديث مثله وقوله فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وقوله فأتوا بسور من مثله ( وأما أنه لم يعارض فلأنه لو عورض لتواتر ) لأنه مما توفرت الدواعي إلى نقله ( سيما والخصوم أكثر ) عددا ( من حصى البطحاء وأحرص الناس على إشاعة ما يبطل دعواه وأما أنه حينئذ ) أي حين إذ تحدي به ولم يعارض ( يكون معجزا فقد مر ) فيما سبق من بيان حقيقة المعجزة وشرائطها ( والكلام على هذه الطريقة سؤالا وجوابا يعلم من الفصل المتقدم ) فإن الشبه التي أوردها منكروا البعثة يمكن إيرادها ههنا وأجوبتها تعلم من هناك أيضا فلا حاجة بنا إلى إعادتها ( ولنتكلم الآن في وجه إعجازه وفي شبه القادحين فيه في فصلين * الفصل الأول في وجه إعجازه وقد اختلف فيه ) على مذاهب ( فقيل هو ما اشتمل عليه من النظم ) أي التأليف ( الغريب ) والأسلوب لعجيب ( المخالف لنظم العرب ونثرهم في مطالعه ) أي أوائل السور والقصص وغيرها ( ومقاطعه ) أي أو أخرها ( وفواصله ) أي أخر الآي التي هي بزنة الأسجاع في كلامهم فإن هذه الأمور المذكورة وقعت في القرآن على وجه لم يعهد في كلامهم وكانوا عاجزين عنه ( وعليه بعض المعتزلة وقيل ) وجه إعجازه ( كونه في الدرجة العالية من البلاغة التي لم يعهد مثلها ) في تراكيبهم وتقاصرت عنها درجات بلاغتهم ( وعليه الجاحظ ) وأهل العربية ثم إنهم ( قالوا ) في تفسير البلاغة عبارات مختلفة أحسنها قولهم ( البلاغة التعبير باللفظ الرائع ) أي المعجب بخلوصه عن معايب المفردات وتأليفاتها واشتماله على منافيها ( عن المعني الصحيح ) أي المناسب للمقام الذي أو رد فيه الكلام ( بلا زيادة ولا نقصان في البيان ) والدلالة عليه وعلى هذا فكلما ازداد شرف الألفاظ ورونق المعاني ومطابقة الدلالة كان الكلام أبلغ ( وهل رتب البلاغة متناهية ) اختلفوا فيه ( والحق إن الموجود منها متناه ) لأنها واقعة في تلك الألفاظ الشريفة الدالة على المعاني الصحيحة ولا شك أن الموجود من تلك الألفاظ في اللغات متناه ( دون الممكن ) من مراتبها فإنه غير متناه إذ لا يتعذر وجود ألفاظ هي أفصح من الألفاظ الواقعة وأشد مطابقة لمعانيها فتكون أعلى رتبة في البلاغة وهكذا إلى ما لا يتناهى ( ثم أصل البلاغة في القرآن متفق عليه لا ينكره
244
نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : القاضي الجرجاني جلد : 1 صفحه : 244