نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : القاضي الجرجاني جلد : 1 صفحه : 224
القدرة عليها وهذه القدرة ليست مقدورة له وذهب آخرون إلى أن نفس هذه الحركة معجزة من جهة كونها خارقة للعادة ومخلوقة لله تعالى وإن كانت مقدورة للنبي وهو الأصح وإذا عرفت هذا فلا يخفي عليك ما في عبارة الكتاب من الاختلال ( الثالث أن يتعذر معارضته فإن ذلك حقيقة الاعجاز * الرابع أن يكون ظاهرا على يد مدعي النبوة ليعلم أنه تصديق له وهل يشترط التصريح بالتحدي ) وطلب المعارضة كما ذهب إليه بعضهم ( الحق إنه لا ) يشترط ( بل يكفي قرائن الأحوال مثل أن يقال له ) أي لمدعي النبوة ( إن كنت نبيا فاظهر معجزا ففعل ) بأن دعا الله فأظهره فيكون ظهوره دليلا على صدقه ونازلا منزلة التصريح بالتحدي ( الخامس أن يكون موافقا للدعوى فلو قال معجزتي أن أحيي ميتا ففعل خارقا آخر ) كنتق الجبل مثلا ( لم يدل على صدقه ) لعدم تنزله منزلة تصديق الله إياه ( السادس أن لا يكون ما ادعاه وأظهره ) من المعجزة ( مكذبا له فلو قال معجزتي أن ينطق هذا الضب فقال إنه كاذب لم يعلم به صدقه بل ازداد اعتقاد كذبه ) لأن المكذب هو نفس الخارق ( نعم لو قال معجزتي أن أحيي هذا الميت فأحياه فكذبه ففيه احتمال والصحيح إنه لا يخرج بذلك عن كونه معجزا لأن المعجز إحياؤه ) وهو غير مكذب له إنما المكذب هو ذلك الشخص بكلامه ( وهو بعد ذلك ) الإحياء ( مختار في تصديقه وتكذيبه ولم يتعلق به دعوى ) فلا يقدح تكذيبه في دلالة الإحياء على صدقه ( وقيل هذا ) الذي ذكرنا من عدم خروجه عن كونه معجزا إنما هو ( إذا عاش بعده ) أي بعد الإحياء ( زمانا ) واستمر على التكذيب قال الآمدي لا أعرف في هذه الصورة خلافا بين الأصحاب ( ولو خر ميتا في الحال ) قال القاضي ( بطل الاعجاز لأنه كأنه أحيى للتكذيب ) فصار مثل تكذيب الضب ( والحق إنه لا فرق ) بين استمرار الحياة مع التكذيب وبين عدمه ( لوجود الاختيار في الصورتين ) بخلاف الضب ( والظاهر
224
نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : القاضي الجرجاني جلد : 1 صفحه : 224