نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي جلد : 29 صفحه : 641
الأئمة ليؤدوا رسالته عز وجل ويعصمهم ويؤتيهم العلم . واستطردت حليمة بأنها ذهبت بعد مرور أربعين يوما إلى زيارة ( ابن ) أخيها فإذا بالصبي يمشي بين يديه . فتعجبت وسألت أخاها . فقال لها بأن الصبي من الأئمة كلما أتى عليه شهر كان كمن أتت عليه سنة ، وأنه يتكلم في بطن أمه ويقرأ القرآن ويعبد ربه عز وجل وتعلمه الملائكة وتنزل عليه صباحا ومساء . وكانت حليمة تزور أخاها كل أربعين يوما حتى قبل وفاته بأيام قلائل ، فرأته حينئذ رجلا كاملا بالغا لم تعرفه بأنه ابن أخيها ، ولكن أخاها أكد لها أنه هو ابنه الذي ولدته نرجس لا غيره وأنه الإمام من بعده لأنه ذاهب إلى ربه قريبا . وقال : فخذوا بكلامه وأطيعوا أمره . ولم تمض سوى أيام معدودات على ذلك حتى توفي أخوها . وكانت ترى صاحب الزمان كل صباح ومساء ، فيجيب على كل ما كانت تسأله ، وكان يخبرها في أكثر الأحيان بما تريد السؤال عنه قبل أن تنطق . وعند قرب وفاة الإمام الحسن العسكري أوصى لولده الذي سمي محمدا بالإمامة ، فقد روى ( أبو ) إسماعيل ( بن علي النوبختي ) قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي في المرض الذي مات فيه وبينما أنا عنده إذ قال لخادمه عقيد : يا عقيد أغل لي ماء بمصطكي . فأغلى له ثم جاءت به ( صقيل ) الجارية أم الخلف . فما صار القدح في يديه وهم بشربه ، جعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن فتركه من يده و قال لعقيد : أدخل البيت فإنك ترى صبيا ساجدا فأتني به . قال عقيد : فدخلت أتحرى فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء فسلمت عليه ، فأوجز في صلاته ، فقلت : إن سيدي يأمرك بالخروج إليه . وجاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن . فلما مثل الصبي بين يديه سلم ، وإذا هو دري اللون وفي شعر رأسه قطط منبلج الأسنان ، فلما رآه الحسن بكى ، وقال : يا سيد أهل بيته ، اسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي . وأخذ الصبي القدح المغلى بالمصطكي
641
نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي جلد : 29 صفحه : 641