نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي جلد : 29 صفحه : 339
ط القاهرة في مكتبة عالم الفكر ) قال : وعن شريك أنه قال : بلغني أنه قبل خروج المهدي تنكسف الشمس في شهر رمضان مرتين . أخرجه نعيم بن حماد في كتاب " الفتن " . إذا قام المهدي عليه السلام أشرقت الأرض بأنوارها ، واستغنى العباد عن ضوء الشمس ، ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر ، وتظهر الأرض كنوزها ، ولا يوجد مستحق للزكاة رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة محيي الدين محمد بن علي المالكي المتوفى سنة 638 في " الملحمة " ( ق 121 نسخة مكتبة جستربيتي بإيرلندة ) قال : وروى الفضل قال : سمعت أبي عبد الله محمد عليه السلام يقول : إن المهدي إذا قام أشرقت الأرض بأنوارها واستغنى العباد عن ضوء الشمس وتذهب الظلمة ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد ألف ذكر لا يولد لهم فيهم أنثى وتظهر الأرض كنوزها حتى يراها الناس على وجهها ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ منه زكاته فلا يجد أحدا يقبل ذلك لاستغناء الناس بما رزقهم الله من فضله . كذا في الأصل " سمعت أبي عبد الله محمد عليه السلام " . ولعله : سمعت أبا عبد الله ابن محمد عليه السلام . والله أعلم 1 ) .
( 1 ) قال العلامة محمد السفاريني في " أهوال يوم القيامة وعلاماتها الكبرى " ص 25 ط دار المنار ، القاهرة ، قال : ومن أقوى علامات خروج المهدي خروج من يتقدمه من الخوارج السفياني والأبقع والأصهب والأعرج والكندي . أما السفياني فاسمه عروة واسم أبيه محمد وكنيته أبو عتبة . قال العلامة الشيخ مرعي في " فوائد الفكر " وفي " عقد الدرر " أن السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان ملعون في السماء والأرض وهو أكثر خلق الله ظلما . قال علي رضي الله عنه : السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان رجل ضخم الهامة بوجهه أثر جدري بعينه نكتة بياض ، يخرج من ناحية دمشق وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتى يقبر بطون النساء ويقتل الصبيان ويخرج إليه رجل من أهل بيتي في الحرم ، فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده ، فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا جاز بيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو إلا المخبر عنهم . أخرجه الحاكم في " مستدركه " وقال : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه . خروج الأبقع والأصهب : والأبقع يخرج من مصر ، والأصهب يخرج من بلاد الجزيزة ، ثم يخرج الجرهمي من الشام . قال كعب الأحبار : أول من يخرج ويغلب على البلاد الأصهب يخرج من بلاد الجزيرة ، ثم يخرج من بعده الجرهمي من الشام ، ويخرج القحطاني من بلاد اليمن . قال كعب : فبينما هؤلاء الثلاثة قد تغلبوا على مواضعهم وإذا قد خرج السفياني من دمشق من واد يقال له وادي اليابس يؤتى في منامه فيقال له : قم فاخرج . فيقوم فلا يجد أحدا . ثم يؤتى الثانية ثم الثالثة ويقال له فيها : فانظر إلى باب دارك فينحدر في الثالثة إلى باب داره . فإذا بسبعة أنفار أو تسعة معهم لواء فيقولون : نحن أصحابك ومع رجل منهم لواء معقود لا يرى ذلك اللواء أحد إلا انهزم . فيخرج إليه صاحب دمشق ليقاتله فإذا نظر إلى رايته انهزم فيدخل دمشق الشام في ثلاثمائة وستين راكبا ، وما يمضي عليه شهر حتى يجتمع على ثلاثون ألفا من كلب وهم أخواله ، وعلامة خروجه خسف بقرية حرستا ويسقط جانب مسجدها الغربي ، ثم يخرج الأبقع والأصهب فيخرج السفياني من الشام والأبقع من مصر والأصهب من جزيرة العرب . خروج الأعرج الكندي : ويخرج الأعرج الكندي بالمغرب ويدوم القتال بينهم سنة ثم يغلب السفياني على الأبقع والأصهب ويسير صاحب الغرب ، فيقتل الرجال ويسبي النساء ثم يرجع ينزل الجزيرة في قيس إلى السفياني عليه ويحوز ما جمعوا من الأموال ويظهر على الرايات الثلاث ثم يقاتل الترك فيظهر عليهم ثم يفسد في الأرض ويدخل الزوراء فيقتل من أهلها . خروج الحارث والمنصور : ثم يخرج وراء النهر خارج يقال له الحارث على مقدمته رجل يقال له المنصور يمكن لآل محمد واجب على كل مؤمن نصره . وهذا الرجل يحتمل أن يكون هو الهاشمي الآتي ذكره ويلقب بالحارث كما يلقب المهدي بالجابر ويحتمل أن يكون غيره . ويثور أهل خراسان بعساكر السفياني فتكون بينهم وقعات فإذا طال عليهم قتاله بايعوا رجلا من بني هاشم بكفه اليمنى خال سهل الله أمره وطريقه هو أخو المهدي من أبيه أو ابن عمه وهو حينئذ بآخر المشرق بأهل خراسان وطالقان ومعه رايات السود الصغار وهي غير رايات بني العباس على مقدمته رجل من بني تميم الموالي ربعة أصفر قليل اللحية كوسج . ومنهم الشريف محمد بن عبد الرسول البرزنجي الحسيني الموسوي الشافعي الشهرزوري المدني في " الإشاعة لأشراط الساعة " ص 90 ط بيروت قال : ( المقام الثاني ) في العلامات التي يعرف بها والأمارات الدالة على خروجه عليه السلام : أما العلامات فمنها أن معه قميص رسول الله صلى الله على وسلم وسيفه ورايته من مرط مخملة معلمة سوداء فيها حجر لم تنشر منذ توفي صلى الله عليه وسلم ولا تنشر حتى يخرج المهدي مكتوب على رايته البيعة الله ، ومنها أن على رأسه غمامة فيها منادى هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه . وتخرج معها يد تشير نحو المهدي بالبيعة ، منها أنه يغرس قضيبا يابسا في أرض يابسة فيخضر ويورق ، ومنها أنه آية فيومي بيده إلى طير في الهواء فيسقط على يده ، ومنها أنه يخسف جيش يقصدونه بالبيداء بين المدينة ومكة كما سيأتي ، ومنها أنه ينادي من السماء : أيها الناس إن الله قد قطع عنكم الجبارين والمنافقين وأشياعهم وولاكم خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم فألحقوا بمكة فإنه المهدي واسمه أحمد بن عبد الله وفي رواية : وولاكم الجابر خير أمة محمد . ألحقوه بمكة فإنه المهدي واسمه محمد بن عبد الله ، ومنها أن الأرض تخرج أفلاذ كبدها مثل الأسطوانات من الذهب ، ومنها غنى قلوب الناس وكثرة بركات الأرض كما مر في سيرته عليه السلام ، ومنها أنه يخرج كنز الكعبة المدفون فيها ، فيقسمه في سبيل الله تعالى . رواه نعيم عن علي كرم الله وجهه ، ومنها أنه يستخرج تابوت السكبنة من غار أنطاكية أو من بحيرة طبرية فيخرج حتى يحمل فيوضع بين يديه ببيت القدس فإذا نظر إليه اليهود أسلموا إلا قليلا منهم ، ومنها أنه ينفلق له البحر كما انفلق لبني إسرائيل كما سيأتي إن شاء الله تعالى ، ومنها أنه تأتي الرايات السود من خراسان فيرسلون إليه بالبيعة ، ومنها أنه يجتمع بعيسى بن مريم عليهما السلام ويصلي عيسى خلفه ، ومنها ما مر في حليته من علامة النبي وثقل اللسان وغير ذلك . وأما الأمارات الدالة على قرب خروجه فمنها أنه ينشق الفرات فينحسر عن جبل من ذهب ، ومنها أنه ينكسف القمر أول ليلة من رمضان والشمس ليلة النصف منه وهذان لم يكونا منذ خلق الله السماوات والأرض ، ومنها خسوف القمر مرتين في شهر رمضان وهذا لا ينافي الأول كما هو واضح ، ومنها طلوع القرن ذي السنين ، ومنها طلوع نجم له ذنب يضئ ، ومنها ظهور نار عظيمة من قبل المشرق ثلاث ليال أو سبع ليال ، ومنها ظهور ظلمة في السماء ، ومنها حمرة في السماء وتنشر في أفقها ليست كحمرة الأفق ، ومنها نداء يعم جميع أهل الأرض ويسمع أهل كل لغة بلغاتهم ، ومنها خسف قرية بالشام يقال لها حرستا ، ومنها ينادى من السماء باسم المهدي فتسمع من بالمشرق ومن بالمغرب حتى لا يبقى راقد إلا استيقظ ولا قائم إلا قعد ولا قاعد إلا قام على رجليه وهذا غير الصوت بعد خروجه كما مر عصابة في شوال ثم معمعة في ذي القعدة ثم حرب في ذي الحجة ونهب الحاج وقتلهم حتى تسيل الدماء على جمرة العقبة . وبعض هذه المذكورات من نجم ذي ذنب والحمرة والسواد قد وقع والمعمعة صوت الحرب واليوم الشديد الحر ، والمراد منها الفتن ، ومنها أنه يكون اختلاف وزلازل كثيرة ، ومنها أنه ينادي مناد من السماء ألا إن الحق في آل محمد ، وينادي مناد من الأرض ألا إن الحق في آل عيسى وآل العباس وإن الأول نداء الملك وإن الثاني نداء الشيطان ، ومنها ما يأتي مما نذكره من الفتن الواقعة قبل ظهوره . قال العلامة المولوي المتقي الهندي في " البرهان في علامات مهدي آخر الزمان " ص 135 ط مطبعة الخيام بقم ، قال : ( في جامع العلامات ) وهي ستة وثلاثون علامة ذكرت في " عقد الدرر " بقوله : الفصل الرابع في أحاديث مرضية ، وبيان أن آخر العلامات قتل النفس الزكية . قد وردت الآثار بتبيين ما يكون لظهور الإمام المهدي عليه السلام من العلامات ، وتواتر الأخبار بتعيين ما تقدم أمامه من الفتن والحوادث والدلالات ، وقد تضمن هذا الباب من ذلك جملة جميلة ، ونسجت فصوله من أصول أصلية ، ثم نذكر في هذا الفصل الأخير منها زبدة صبرة ليكتفي بها المطلع عليها خبره . فمن ذلك أحوال كريهة المنظر ، صعبة المراس ، وأهوال أليمة المخبر وفتن الأحلاس ، وخروج علج من جهة المشرق يزيل ملك بني العباس ، لا يمر بمدينة إلا فتحها ، ولا يتوجه إلى جهة إلا منحها ، ولا ترفع إليه راية إلا مزقها ، ولا يستولي على قرية إلا أخربها ، وأحرقها ، ولا يحكم على نعمة إلا أزالها ، وقل ما يروم من الأمور شيئا إلا نالها ، وقد نزع الله الرحمة من قلبه وقلب من حالفه ، وسلطهم على من عصاه وخالفه ، لا يرحمون من بكى ، ولا يجيبون من شكى . يقتلون الآباء والأمهات والبنين والبنات ، ويملكون بلاد العجم والعراق ، ويذيقون الأمة من بأسهم أمر المذاق ، وفي ضمن ذلك حرب وهرب وإدبار وفتن شداد ، وكرب وبوار . وكلما قيل : انقطعت تمادت وامتدت ، ومتى قيل : تولت توالت واشتدت ، حتى لا يبقى بيت إلا دخلته ولا مسلم إلا وصلته ، ومن ذلك سيف قاطع ، واختلاف شديد وبلاء عام حتى تغبط الرمم البوالي ، وظهور نار عظيمة من قبل المشرق تظهر في السماء ثلاث ليال ، وخروج ستين كذابا كل يدعي أنه مرسل من عند الله الواحد المعبود ، وخسف قرية من قرى الشام تسمى حرستا ، وهدم مسجد الكوفة مما يلي دار ابن مسعود ، وطلوع نجم بالمشرق يضئ كما يضئ القمر ، ثم ينعطف حتى يلتقي طرفاه أو يكاد ، وحمرة تظهر في السماء وتنشر في أفقها وليست كحمرة الشفق المعتاد ، وعند الجسر مما يلي الكرخ بمدينة السلام ، وارتفاع ريح سوداء بها ، وخسف يهلك فيه كثير من الأنام ، ويتوفر الفرات حتى يدخل الماء على أهل الكوفة فيخرب كوفتهم ، ونداء من السماء يعم أهل الأرض ويسمع أهل كل لغة بلغتهم ، ومسخ قوم من أهل البدع ، وخروج العبيد من طاعة ساداتهم وصوت في ليلة النصف من رمضان يوقظ النائم ويفزع اليقظان ومعمعة في شوال ، وفي ذي القعدة حرب وقتال ، وينهب الحاج في ذي الحجة ، ويكثر القتل حتى تسيل الدم على المحجة ، وتهتك المحارم وترتكب العظائم عند البيت المعظم ، ثم العجب كل العجب بين جمادى ورجب ويكثر الهرج ، ويطول فيه اللبث ، ويقتل الثلث ويموت الثلث ويكون ولاة الأمر كل منهم جائرا ، ويمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافرا ، ولعل هذا الكفر مثل كفران العشير ، فإنه في بعض الروايات إلى ذلك يشير ، وانثياب الكفر ، ونزولهم جزيرة العرب ، ويجهز الجيوش ، ويقتل الخليفة ، ويشتد الكرب ، وينادي مناد على سور دمشق : ويل للعرب من شر قد اقترب ، ومن ذلك رجل من كندة أعرج يخرج من جهة المغرب مقرون بألوية النصر ، لا يزال سائرا بجيشه وقوة حاسة حتى يظهر على مصر ، ومن ذلك إخراب معظم البلاد حتى تعود حصيدا كأن لم تغن بالأمس ، واستيلاء السفياني وجوره على الكور الخمس ، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام ، وركود الشمس وخسوفها في النصف من شهر الصيام ، وخسف القمر في آخره عبرة للأنام وتلك آيتان للإمام لم تكونا منذ أهبط الله آدم عليه السلام ، وفتن وأهوال كثيرة ، وقتل ذريع بين الكوفة والحيرة ، ومن ذلك خروج السفياني ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وعتوه بجنيدة الأجناد وذوي القلوب القاسية والوجوه العوابس ، وتخريبه المدارس والمساجد ، وتعذيبه كل راكع وساجد ، وإظهار الظلم والفجور والفساد ، وظهور أمره وتغلبه على البلاد ، وقتله العلماء والفضلاء والزهاد ، مستبيحا سفك الدماء المحرمة ، ومعاندته لآل محمد صلى الله عليه وسلم أشد العناد ومتجريا على إهانة النفوس المكرمة ، والخسف بجيشه بالبيداء ومن معهم من حاضر وباد ، ولا يعاذرهم عذرهم مثله للعباد ، ولم يبلغوا ما أملوا ، وآخر الفتن والعلامات قتل النفس الزكية ، فعند ذلك يخرج المهدي بالسيرة المرضية . والله أعلم . وقال مثله العلامة الشيخ يوسف بن يحيى المقدسي السلمي الشافعي في عقد الدرر في أخبار المنتظر " ( ص 113 ط مكتبة عالم الفكر بالقاهرة باختلاف قليل في اللفظ وهو : على قرية حصينة ، وسلطهم نقمة ، ويهلكون ، بدل : " يملكون بلاد العجم والعراق " ، و " أمر مذاق " ، و " لا يبقى بيت من العرب " . وليس فيه : تسمى حرستا ، وهدم حائط مسجد الكوفة ، عبد الله بن مسعود ، عقد الجسر ، بدل " عند الجسر " ، وبثق في الفرات بدل " ويتوفر الفرات " ، عن طاعة بدل " من طاعة " ، ويسمع كل أهل لغة ، ونهب الحاج ، وتهتك المحارم في الحرم ، ويقتل ثلث ، كفر العشير ، وانسياب الكفر ، وتجهيز الجيوش ، فلا يزال ، وقوة جأشه ، أخراب معظم البلاد . وليس فيه : " للإمام " في : وتلك آيتان للإمام . وتجنيده الأجناد . وليس فيه " و " في : وذوي القلوب القاسية . وأيضا بينهما اختلاف في تقديم بعض الجملات وتأخيرها . وفيه أيضا : ويغادرهم غدرهم مثله للعباد ، بدل " ولا يعاذرهم عذرهم مثله للعباد " . وفيه أيضا : يخرج الإمام المهدي ذو السيرة المرضية . وأيضا فيه زيادة على ما ذكره المولوي في " البرهان " وهي : فيشمر عن ساق جده في نصرة هذه الأمة ، حاسرا عن زنده لكشف هذه الغمة ، متحركا لتسكين ثائرة الفتن عند التهابها ، متقربا لتبعيد دائرة المحن بعد اقترابها ، صارفا أعنة العناية لتدارك هذا الأمر مباشرا بنفسه الكريمة إطفاء هذا الجمر ، مخلصا في تخليص لبلاد من أيدي الفسقة الفجرة ، كافا عن صلحاء العباد أكف المرقة الكفرة ، وجبريل على مقدمته ، وميكائيل على ساقته ، والظفر مقرون ببنوده ، والنصر معقود بألويته ، وقد فرح أهل السماء وأهل الأرض والطير والوحش بولايته . فيسير إلى الشام في طلب السفياني بجأش قوية وهمة سنية ، وجيوش نصره وقد طبقت البرية ونفحات نشره قد طيبت البرية ، فيهزم جيش السفياني ويذبحه عند بحيرة طبرية ، فتندرس آثار الظلم وتنكشف حنادس الظلمة ، وتعود المحنة محنة واللأواء نعمة . ويخرج إليه من دمشق من مواليه عدد من المئين ، هو أكرم العرب فرسا وأجودهم سلاحا يؤيد الله بهم الدين . وتقبل الرايات السود من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر الحديد ، يعيد الله تعالى بهم من الاسلام كل خلق جديد . ثم يسير إلى دمشق في جيشه العرمرم ، ويقيم بها مدة مؤيدا منصورا ومكرم ، ويأمر بعمارة جامعها وترميم ماوهى منها وتهدم ، وتنعم الأمة في أيامه نعمة لم ينعمها قبلها أحد من الأمم ، فيا طوبى لمن أدرك تلك الأيام العر وتملى إلى بالنظر إلى تلك الغرة الغراء ولتربة تقبل أقدامه لثم . ولنختم هذا الفصل بأبيات قصيدة طويلة سنية ، يرثي قائلها فيها آل محمد ويذكر في آخرها قتل النفس الزكية ، وهي مأثورة عن علامة الأدب عبد الله بن بشار بن عقب ، فمنها : أعيني فيضا عبرة بعد عبرة * فقد حان إشفاقي وما كنت أحذر أعيني إلا تدمعا لمصيبتي * فغير كما عني أغض وأصبر أعيني هذا الركن وردا تتابعوا * وهم بالسبايا دار عين وحسر من الأكرمين البيض من آل هاشم * لهم نجم في ذروة المجد تزهر بهم فجعتنا والفجائع كاسمها * تميم وبكر والسكون وحمير ففي كل حي بضعة من دمائنا * لها زمن يعلو سناه ويشهر كأن بني بيت النبي ورهطه * هدايا بدون حول بيت تعقر غداة التقي أهل العراق عليهم * جلابيب بيض فوقهن السنور رشوا المال فينا فارتشوا في دمائنا * قليلا ولو أعطوا القليل تصبوا لعمرك ما آووا ولا نصروا الهدى * ولا اتبعوا الحق المنير فينظروا لهم كل عام راكب وصحيفة * بتطريدنا في الأرض تطوى وتنشر دعتنا إليها عصبة لنجيبها * إلى نفي جور ناره تتسعر فلما إليها علم ذي الموت للتي * دعونا إليها أحجموا وتحيروا وهزوا القنا والمشرفية واتقوا * بنا حرها عند اللقاء ودخروا صبرنا وكان الصبر منا حمية * بنو هاشم إنا بذلك أجدر وإنا متى نفخر عليهم يكن لنا * بأحمد مجد لا يرام ومفخر وحمزة منا رأس كل شهادة * تعد ومنا ذو الجناحين جعفر ومنا علي سيد الناس كلهم * وقائدهم بعد النبي مبشر وإنا خصصنا بالمودة دونهم * وإن لنا الفضل الذي ليس ينكر فلله قتلانا وسفك دمائنا * وذمتنا إذ تستباح وتخفر ويقتل من أشاع آل محمد * ويصلب منهم من يسمى ويذكر وللجيش بالبيداء في الخسف عبرة * فيرجع منها مقبل القلب مدبر وفي قتل نفس بعد ذاك زكية * أمارات حق عند من يتذكر عن عامر قال : سألت عبد الله بن بشار ، عن النفس الزكية قال : هو من أهل البيت وعند قتلها ظهور المهدي عليه السلام . وآخر عند البيت يقتل ضيعة * يقوم فيدعو للإمام فينحر وتدخل نار جوف كوفة ضحوة * تسيل بها سيلا فتحرق أدور ويبعث أهل الشام بعثا عليهم * بناحية البيداء خسف مقدر وخيل تعادل بالكماة كأنها * هي الريح إذ تحت العجاجة تصبر يقود نواصيها شعيب بن صالح * إلى سيد من آل هاشم يزهر على شقة شق اليمين علامة * لدى الخد عند الصدغ خال منور
339
نام کتاب : شرح إحقاق الحق نویسنده : السيد المرعشي جلد : 29 صفحه : 339