بالله . . . الخ ) [1] . فهذه هي وصايا قائد الإسلام قبل آلاف السنين فهو يطلب النصر ولكن لا بالجور ، ويقاتل ولكن لا بالغدر ، ويبلغ ولكن بأمانة وصدق وإخلاص فهو في حربه وسلمه شريفا عفيفا مستعينا بالله تعالى لا يفرق في وصاياه يبن الجندي والقائد ، فهدفه ( صلى الله عليه وآله ) ليس بإقامة الدولة فقط بل بإرساء أسس الخير والمحبة والتعاون ، وتعميق الإيمان بالنفوس لكي تبقى الرسالة ما بقت البشرية لا بذهاب الدولة المطلوب تشييدها . الرسول بين مكة والمدينة سار الرسول ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة مارا بالقبائل الذي سكنت الطريق المؤدي إلى الهدف المطلوب لينقل النور الإلهي وهدية السماء إلى العالم بشكل عام وإلى المدينة بشكل خاص ، حتى تكون تلك البقعة محط أنظار العالمين في ذلك الوقت ، حيث تنطلق منها السرايا والكتائب والسفراء لتبشر العالم بالنبوة المحمدية وترغم الكافرين على الانضواء تحت راية الرسول ( صلى الله عليه وآله ) والإدانة له سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لما في رسالته من قابلية الديمومة والتشريعات العامة القابلة للبقاء لأنها تشمل كل جوانب الحياة . فالدعوة بدأت تتسع عندما خرج المسلمون من مكة ومن الحصار المفروض عليهم فيها من قبل مشركيها . غزوة بدر الكبرى عندما وصل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة بدأ يفكر في كيفية إقامة الدولة الإسلامية ، وتجهيز الجيش ، وإعداد العدة للمواجهة ، وتحقيق هدف الرسالة الكبير ، وما أن سمع بأن عير إلى قريش يتزعمها أبو سفيان قادمة من الشام وفيها أموال كثيرة لقريش استعد للمواجهة لكي يشعرهم بأن الرسالة لن تقف عند هذا الحد بل ستطال