responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سياسة الأنبياء نویسنده : السيد نذير يحيى الحسني    جلد : 1  صفحه : 144


هدف السرية كان هو الحفاظ على الرسالة من القتل في المهد ، لما في المجتمع من أساليب إجرامية تفعل ما تشاء بدون حد ، فاستمرت الدعوة السرية ثلاث أو خمس سنوات حتى أصلت جذورها وأحكمت قواعدها بحيث تكون قادرة على أن تقف أمام جبروت وعزة قريش ، فكانت الرسالة في بداياتها ترتضع من ثدي السماء وتترعرع شيئا فشيئا على أكتاف أول المسلمين بها وفي مقدمتهم [1] علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فتهيئة القاعدة من الأركان الأساسية للدعوة وأهم مرحلة من مراحل البناء هي مرحلة الإعداد النفسي والتربية العقائدية ورفع المعنويات لتلك الثلة التي آمنت بالرسول ( صلى الله عليه وآله ) وصدقت به في أول دعوته فلا بد أن يبدأ التغيير من القاعدة الأساسية في البناء بحيث يكون تغييرا شاملا لكل القيم والعادات والتقاليد التي كانت تحكمهم في مرحلة الجاهلية .
وما أن اكتمل عدد المسلمين ثلاثين شخصا كما قيل وأصبحوا يستنون بسنن خاصة تختلف عن سنن المجتمع السائدة وشاع الخبر وتسربت الأقاويل وكثرت الكلمات فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه إلى دار الأرقم أو إلى شعب أبي طالب [2] لتكون تلك البقعة التي اجتمعوا فيها مركز للإشعاع العالمي فسمي المكان الذي انطلق الإسلام منه بدار الإسلام [3] .
القرار السياسي لم تدخر قريش أي وسيلة من وسائل المواجهة مع الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وأنصاره وبدأت المعاناة تشتد على المسلمين يوما بعد يوم فاختار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحل السياسي الذي يذل قريش لعدم حفظ أبنائها ، ويعز الإسلام بنشره في كل صقاع المعمورة فاختار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الهجرة للرعيل الأول من المسلمين وحدد لهم مكانهم وهو الحبشة والسر في هذا الاختيار بينه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في قوله " أن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق وأنه يحسن الجوار " [4] .
فهاجر المسلمون إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة وأرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله )



[1] الغدير : 3 : 9 : 10 .
[2] الصحيح من سيرة النبي الأعظم 2 / 346 .
[3] التراتيب الإدارية 1 / 408 عن الصحيح من سيرة النبي الأعظم 2 / 345 .
[4] الصحيح من سيرة النبي الأعظم 2 / 346 .

144

نام کتاب : سياسة الأنبياء نویسنده : السيد نذير يحيى الحسني    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست