يجهل شيئا ، فقد جمع الخالق والمخلوق اسم العالم ، واختلف المعنى على ما رأيت [1] انتهى . فإنه ( عليه السلام ) صرح باختلاف المعنى وعلل تسميته بالعالم بسلب الجاهل ، وهذا التعليل أيضا يدل على الاختلاف . قلت : لعل معنى كلامه ( عليه السلام ) اختلافهما بحسب الكمال والنقصان ، كما يومئ إليه قوله ( عليه السلام ) : " لا يجهل شيئا في علم الله تعالى " وقوله ( عليه السلام ) : " لو لم يحضره ذلك العلم ويغيبه كان جاهلا " في علم الخلق ، لا أن معنى العالم المطلق بمعنى واحد لا يصدق عليهما . ويحتمل أن يكون مراده ( عليه السلام ) بالاختلاف اختلاف منشأ الصدق [2] كما ذكرته ، ويؤيد هذا ما ذكره ( عليه السلام ) في بيان اختلاف البصر بين الخالق والمخلوق ، وليس ينافي ما ذكرته ما ذكره ( عليه السلام ) في اختلاف القائم في الخلق والمخلوق ، فإنه اختلاف بحسب المعنى البتة ، كما يظهر من هذا الخبر . ولعل [3] في التعليل إشارة إلى أن علمه ليس بالكيفية القائمة به ، كما يكون بها في
[1] أصول الكافي 1 : 121 ح 2 . [2] لأنه يجب حمل الاختلاف في كلامه ( عليه السلام ) على الاختلاف بوجه ما ، سواء كان باعتبار المنشأ أو أصل المعنى ، فاختلاف العلم مثلا باعتبار الأول ، والقيام باعتبار الثاني " منه " . [3] لا يخفى أن الجواب الأول يدفع التوهم الناشي من قوله ( عليه السلام ) " لأنه لا يجهل شيئا " أيضا ، كما أومأت إليه بقولي " قوله ( عليه السلام ) لأنه لا يجهل شيئا " والثاني يوهم اختصاصه بالأول ، لأن اختلاف منشأ الصدق الذي ذكرته سابقا إنما يكون بكون منشأه الذات في الخالق ، والأمر الزائد في الخلق ، وظاهره لا يرتبط بقوله ( عليه السلام ) " لا يجهل شيئا " فأشرت إلى جريانه فيه بما ذكرته بقولي " ولعل في التعليل " الخ ، لأن بهذه الإشارة يظهر اختلاف منشأ الصدق ووجه صحة جعله إشارة إلى ما ذكرته من الأمر الزائد الذي هو علم بالبياض مثلا ، لا يمكن أن يكون علما بالإنسان ، فقوله ( عليه السلام ) " لا يجهل شيئا " يدل على عدم زيادة علمه تعالى على ذاته ، فيمكن أن يكون مراده ( عليه السلام ) بهذا الكلام أيضا اختلاف منشأ الصدق " منه " .