تعالى * ( فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة ) * [1] وقوله تعالى * ( أإذا كنا عظاما نخرة * قالوا تلك إذا كرة خاسرة ) * [2] وقوله تعالى * ( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا ) * [3] وغيرها من الآيات المتكاثرة الظاهرة الدلالة التي لا تقبل التأويل . ومع هذا وردت آيات كثيرة في مقام التشنيع والملامة على الذين ينكرون إحياء الأموات باستبعادات وهمية ، مثل " من يحيي العظام وهي رميم " فإذا كان الاستبعاد متعلقا بالمعاد الجسماني ، فالتشنيع والرد إنما يتعلقان بهذا الاستبعاد والإنكار . فظهر أن الآيات مع صراحتها في الدلالة على المعاد الجسماني ، يتقوى دلالتها بقرائن المقام ودلالة الأخبار على هذا المدعى ، وكثرتها وصراحتها أظهر من أن تحتاج إلى البيان . اعلم أن كل ما قال به النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو الإمام ( عليه السلام ) فهو الحق والصدق ، بمقتضى ما أثبتناه من العصمة ، فإن علم قول أحد الحجج ( عليهم السلام ) ومراده ، فيجب الاذعان به وتصديقه ، وإن لم يحصل اليقين في أحدهما ، فيجب الاكتفاء بإذعان الصدق والحقية فيما قال وأراد مجملا ، وإحالة التفصيل إليه ( عليه السلام ) . فإذا عرفت هذا فتيقن فيما تيقنت أحد الحجج ( عليهم السلام ) به وإرادته بالتفصيل وإن لم يحصل اليقين في أحدهما ، فاجعله في عرضة الإمكان . ويكتفى بهذا القدر في الكتاب ، ولا نطوله بالأمور المشهورة التي تذكر في هذا المبحث من ملأ إحدى صحيفتيه من الخطايا والزلل ، وأخلى أخرى عما يليق بها