قال : يا سيدي فإن كان محقا فمالنا نتولى فلانا وفلانا ، وإن كان مبطلا فمالنا نتولاه ، ينبغي أن نتبرأ إما منه أو منهما . قال ابن عالية : فقام مسرعا ، فلبس نعليه وقال : لعن الله إسماعيل الفاعل ابن الفاعلة أن كان يعرف جواب هذه المسألة ، ودخل دار حرمه ، وقمنا نحن وانصرفنا [1] انتهى . وروى ابن أبي الحديد ، عن أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتابه في السقيفة وفدك ، بعد ما ذكر أن جميع ما أورده من الأخبار منقول من أفواه أهل الحديث وكتبهم لا من كتب الشيعة ورجالهم ، ثم قال : وأبو بكر الجوهري هذا عالم محدث ، كثير الأدب ، ثقة ورع ، أثنى عليه المحدثون ، ورووا عنه مصنفاته وغير مصنفاته [2] . قال : فلما سمع أبو بكر خطبتها ( عليها السلام ) في فدك شق عليه مقالتها ، فصعد المنبر ، وقال : أيها الناس ما هذه الرعة إلى كل قالة ؟ أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ألا من سمع فليقل ، ومن شهد فليتكلم ، إنما هو ثعالة شهيده ذنبه ، مرب لكل فتنة ، هو الذي يقول : كروها جذعة بعد ما هرمت ، يستعينون بالضعفة ، ويستنصرون بالنساء ، كأم طحال أحب أهلها إليها البغي ، ألا إني لو أشاء أن أقول لقلت ، ولو قلت لبحت ، إني ساكت ما تركت . ثم التفت إلى الأنصار فقال : قد بلغني يا معشر الأنصار مقالة سفهائكم ، وأحق من لزم عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنتم ، فقد جاءكم فآويتم ونصرتم ، ألا إني لست باسطا يدا ولا لسانا على من لم يستحق ذلك منا . ثم نزل فانصرفت فاطمة ( عليها السلام ) إلى منزلها . وقال : قلت : قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن أبي زيد البصري
[1] شرح نهج البلاغة 9 : 307 - 308 . [2] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16 : 210 .