responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سفينة النجاة نویسنده : الشيخ محمد بن عبد الفتاح ( سراب التنكابني )    جلد : 1  صفحه : 317


والناس بعد صنايع لنا " [1] .
فظهر له أن الأمر لا يستقيم به يوما واحدا ، بل يكون فيه استئصال الإسلام ، فأذعن بالبيعة وجنح إلى الطاعة ، وأمسك عن طلب الأمر ، وإن كان على مضض ورمض ، فقد رأيت انتقاض العرب عليه من أقطارها حين بويع بالخلافة بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بخمس وعشرين سنة ، وفي دون هذه المدة تنسى الأحقاد ، فلو أفضت الخلافة إليه يوم وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسيفه بعد تقطر من مهج العرب ، تدرس أعلام الملة ، وتتعفى رسوم الشريعة ، وتعود الجاهلية الجهلاء إلى حالها ، ويفسد ما أصلحه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ثلاث وعشرين سنة في شهر واحد ، فكان من عناية الله تعالى بهذا الدين أن ألهم الصحابة ما فعلوه ، والله متم نوره ولو كره المشركون انتهى .
وفيه نظر من وجوه :
أما أولا فنقول مجملا : أنه أخبر الله تعالى بما يمكن استنباط إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) منه ، وأخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بما هو في غاية الظهور فيها ، كما ذكرته سابقا ، فلا وجه لمعارضتهما بما يظن دليلا ، فكيف يعارضان بالكلام الشعري الذي لا وقع له عند أرباب التميز .
وأما ثانيا ، فلأن عدم مداراته ( عليه السلام ) في الأمور إنما كان لعدم مساهلته ( عليه السلام ) في الأمور الشرعية ، وعدم المساهلة فيها من الفضائل ، كما أن مقابله من الرذائل التي ترجحون خلفائكم بها .
فإن قلت : لا كلام في كونه فضيلة لو لم يمنع عنه مانع ، لكن رعاية انتظام الأمر الواجبة شرعا قلبت الرذيلة وجعلتها فضيلة ، ألا ترى أن كثيرا من الأمور المحرمة



[1] نهج البلاغة ص 386 ومن كتابه برقم : 28 .

317

نام کتاب : سفينة النجاة نویسنده : الشيخ محمد بن عبد الفتاح ( سراب التنكابني )    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست