وقيل إنه إدريس النبي ( عليه السلام ) [1] فزاد الاختلاط وكثر الفساد حتى بين أبناء شيت ولم يبق من الصالحين إلا نفر قلائل . فنقضوا الميثاق وعبدوا الأوثان وبدأت مرحلة العمل الإصلاحي التي تزعمها نوح ( عليه السلام ) . زعامة نوح : وفي زمانه إستشرى الفساد وعبدوا الأوثان كما ذكر القرآن الكريم ( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ونسرا قد أضلوا كثير ) [2] . ولما طالت دعوته دون أن يستجيب له أحد ، بل وجد الأبناء أشر من الآباء اعتذر نوح إلى ربه ( قال ربي إني دعوت قومي ليلا ونهارا . فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ) [3] . فأجابه ربه ( ربي لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) [4] . فاقتضت الحكمة الإلهية أن تطهر الأرض من الكافرين لتبدأ دورة حياة جديدة للإنسان . فأمر الله تعالى نوحا أن يصنع الفلك ( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ) [5] وفعلا تحقق أمر الله فيهم وعلموا ما كانوا يجهلون ( حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور ) [6] وحتى لا تنقرض الحياة على هذا الكوكب ( قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول . ومن آمن ) [7] واستثني من أهله ابنه ( لأنه عمل غير صالح ) [8] ثم جاء أمر الله إلى السماء والأرض ( ففتحنا أبواب السما بماء منهمر ) [9] ولم ينفع ابن نوح الذي اعتصم بأحد الجبال الشاهقة حيث ( لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ) [10] وعندما طهرت الأرض من الظالمين ( قيل بعدا للقوم الظالمين ) [11] عند ذلك جاء الأمر الإلهي الآخر ( قيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء ) [12] . وبهذا بدأت دورة حياة جديدة للإنسانية . وزع عناصرها نوح ( عليه السلام ) - مما بقي