نام کتاب : رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 127
أبو ذر ( رضي الله عنه ) وقال : هل رأيت ربك ؟ فقال : نوره ، إني أراه ؟ وفي رواية أخرى : رأيت نورا ومعناهما معا رأيت نورا منعني من رؤيته ، لا أنه تعالى نور ، وأنه لذلك لا يرى ، وهذا يتلاقى ويتفق مع قوله حجابه نور ولذلك جعلنا أحاديث النور شاهدا واحدا في موضوعنا ، وهي تدل على عدم رؤية ذات الله عز وجل وامتناعها [1] . السادس : إن القائلين بالرؤية على فرقتين : فرقة تعتمد على الأدلة العقلية دون السمعية ، وفرقة أخرى على العكس . فمن الأولى سيف الدين الآمدي ( 155 - 316 ) يقول : لسنا نعتمد في هذه المسألة على غير المسلك العقلي ، إذ ما سواه لا يخرج عن الظواهر السمعية ، وهي مما يتقاصر عن إفادة القطع واليقين ، فلا يذكر إلا على سبيل التقريب [2] . ومن الثانية ، الرازي في غير واحد من كتبه فقال : إن العمدة في جواز الرؤية ووقوعها هو السمع ، وعليه الشهرستاني في نهاية الأقدام [3] . والحق أن من حاول إثبات الرؤية بالدليل العقلي فقد حرم عن نيل مرامه ، فإن الأدلة العقلية التي أقامتها الأشاعرة في غاية الوهن ، فإنهم استدلوا على الجواز بوجهين : أحدهما يرجع إلى الجانب السلبي وأنه لا _
[1] الإمام عبده ، المنار 9 : 190 . [2] الآمدي ، غاية المرام في علم الكلام : 174 . [3] الرازي ، معالم الدين : 67 ; والأربعون : 198 ; والمحصل : 138 ; الشهرستاني ، نهاية الأقدام : 369 .
127
نام کتاب : رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 127