نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 421
" مثل المؤمنين في وتوادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه شئ ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " . [1] وقال الإمام علي عليه السلام : " وألزموا السواد الأعظم ، فإن يد الله مع الجماعة وإياكم والفرقة ، فإن الشاذ من الناس للشيطان كما أن الشاذ من الغنم للذئب ، ألا من دعا إلى هذا الشعار فاقتلوه ولو كان تحت عمامتي هذه " . [2] وفي ضوء الوضع الراهن نخاطب المسلمين وفي مقدمتهم الرؤساء والمشايخ وقادة الفكر وأرباب القلم بقولنا : قاربوا الخطى أيها المسلمون ، وقللوا الخلاف ، وأكثروا الوئام ، وتمسكوا بالأصول المشتركة المتوفرة في مجالي العقيدة والشريعة ، ابتعدوا عن التنافر والتناكر ، حتى تكونوا صفا واحدا في وجه الأعداء لا يزعزعكم مكر الشياطين وحيلة أعدائهم في المناطق كلها . ويطيب لي في المقام أن أركز على أمور ، ربما يكون لها أثر بارز في حصول التقريب وهي : 1 - ما هو المراد من التقريب ؟ ليس المراد من التقريب بين المذاهب والطوائف الإسلامية ، هو ذوب طائفة في أخرى ، أو جعل جميع المذاهب مذهبا واحدا حتى لا يبقى من المذاهب المختلفة عين ولا أثر ويصبح المسلمون على مذهب واحد ، فإن ذلك أمر عسير جدا إن لم يكن محالا عادة ، ولا يتفوه به ذو مسكة ، ولا يدعو إليه أحد من القادة ، أعني : الذين يحملون لواء التقريب ، فإن معنى ذلك أن يصير الأشعري