نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 216
أسلفنا ، أمر طبيعي في حياة البشر حيث يلثمون ما يرتبط بحبيبهم ويقصدون بذلك نفسه . فهذا هو المجنون العامري كان يقبل جدار بيت ليلى ويصرح بأنه لا يقبل الجدار ، بل يقصد تقبيل صاحب الجدار ، يقول : أمر على الديار ديار ليلى * أقبل ذا الجدار وذا الجدارا فما حب الديار شغفن قلبي * ولكن حب من سكن الديارا 4 - إقامة الاحتفالات في مواليدهم وإلقاء الخطب والقصائد في مدحهم وذكر جهودهم ودرجاتهم في الكتاب والسنة ، شريطة أن لا تقترن تلك الاحتفالات بالمنهيات والمحرمات . ومن دعا إلى الاحتفال بمولد النبي في أي قرن من القرون ، فقد انطلق من هذا المبدأ أي حب النبي الذي أمر به القرآن والسنة بهذا العمل . هذا هو مؤلف تاريخ الخميس يقول في هذا الصدد : لا يزال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده ، ويعملون الولائم ، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ، ويظهرون السرور ، ويزيدون في المبرات ، ويعتنون بقراءة مولده الشريف ، ويظهر عليهم من كراماته كل فضل عظيم [1] . وقال أبو شامة المقدسي في كتابه : ومن أحسن ما يفعل في اليوم الموافق ليوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات والمعروف بإظهار الزينة والسرور ، فإن في ذلك مع ما فيه من الإحسان للفقراء شعارا لمحبته [2] . وقال القسطلاني : ولا زال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده عليه السلام ، ويعملون الولائم ، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ، ويظهرون السرور ، ويزيدون في