نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 172
التربة الحسينية أخذا بالمتضافر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا " [1] . وليس المراد من الأرض كل ما يداس حتى يعم الفرش والسجاد بل المراد هو التراب والحصى والحجر وما أشبهها وذلك لأجل قوله صلى الله عليه وآله وسلم " وطهورا " ، بمعنى مطهرا من الحدث ومن المعلوم أنه لا يجوز التيمم إلا على الصعيد الطيب . كما قال سبحانه : * ( فتيمموا صعيدا طيبا ) * [2] وهو الأرض لا كل ما يداس . وهناك روايات تدل على أن السيرة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانت جارية على السجود على التربة لا على الثياب ولا على الفرش . روى جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الظهر ف آخذ قبضة من الحصى فأجعلها في كفي ثم أحولها إلى الكف الأخرى حتى تبرد ثم أضعها لجبيني حتى أسجد عليها من شدة الحر [3] . يقول البيهقي معلقا على الحديث : قال الشيخ : ولو جاز السجود على ثوب متصل به لكان أسهل من تبريد الحصى بالكف ووضعها للسجود . ونقول : لو جاز السجود على مطلق غير الأرض سواء أكان متصلا أم منفصلا كالمناديل لما وصلت النوبة إلى تبريد الحصى . روى الحسن ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شدة الحر فيأخذ أحدنا الحصباء في يده ، فإذا برد ، وضعه وسجد عليه [4] . وهناك روايات أخرى تدل على هذا الأمر . فعن خالد الجهني قال رأى النبي صهيبا يسجد كأنه يتقي التراب ، فقال له :
[1] صحيح البخاري : 1 / 191 ، كتاب التيمم ، الحديث 2 - [2] المائدة : 6 - [3] سنن البيهقي : 1 / 439 ، مسند أحمد : 3 / 327 . [4] سنن البيهقي : 2 / 105 ، باب الكشف عن الجبهة .
172
نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 172