نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 40
والشيعة الإمامية تعتقد بأن الوحي يختص بالأنبياء وليس هو نتاج الحس ولا العقل ولا الغريزة وإنما هو شعور خاص لا نعلم حقيقته ، وهو يغاير الشعور الفكري المشترك بين أفراد الإنسان قاطبة . والوحي لا يغلط معه النبي في إدراكه ، ولا يشتبه ، ولا يختلجه شك ولا يعترضه ريب فهو يدركه من غير أن يحتاج إلى إعمال نظر أو التماس دليل ، أو إقامة حجة ، إذ لو افتقر إلى شئ من ذلك لكان اكتسابا عن طريق القوة النظرية لا تلقيا من الغيب من غير توسط القوة الفكرية . قال سبحانه : * ( نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين ) * [1] . سمات الأنبياء : إن أخطر المناصب وأكبرها مسؤولية قيادة المجتمع البشري وهدايته إلى السعادة فإنها تتطلب في المتصدي لها ، مؤهلات وامتيازات خاصة ينفرد بها عن سائر الناس ، وهذه في الأنبياء تتلخص في الأمور التالية : 1 - العصمة ولها مراتب ثلاث : المرتبة الأولى : المصونية عن الذنب ومخالفة الأوامر المولوية قبل البعثة وبعدها ، وخالف بعض أهل السنة في عصمة النبي قبلها خصوصا في صغائر الذنوب فجوزها له . المرتبة الثانية : المصونية في تلقي الوحي ووعيه وإبلاغه إلى الناس . المرتبة الثالثة : المصونية من الخطأ والاشتباه في تطبيق الشريعة والأمور