نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 160
الفكرة التي تضاد الذكر الحكيم حيث تكفل الله تعالى بحفظ القرآن ، وقال : * ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) * [1] . فليس القول بالتحريف ملازما للغلو هذا هو الإمام البخاري ينقل عن عمر بن الخطاب سقوط آية الرجم من القرآن الكريم [2] . وقد روي أن السيدة عائشة تقول : إن سورة الأحزاب كانت مائتي آية [3] . ولما كانت هذه الروايات تمس كرامة القائلين بالتحريف راحوا يؤولونها بأنها من باب نسخ التلاوة . فإذا كان هذا التأويل صحيحا فليكن صحيحا في ما يقوله بعض الشواذ من الشيعة . 32 . يقول : " ويقصدون بالتقية أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن . . . فالشيعي يتصرف بين خصومه كما لو كان يدين بعقيدتهم . وقد بدأوا العمل بهذا المبدأ منذ القرن الرابع الهجري ، وقد يصل العمل بهذه التقية إلى حد استباحة الكذب والنفاق . . . ومع هذا فإنهم ينسبونها إلى أئمتهم بل يرفعونها إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما زعموا ، مع أنه صلى الله عليه وآله وسلم - وأبناءه من علماء أهل البيت - كانوا أبعد الناس عن التقية وكانوا من الشجاعة والإقدام بحيث يتحملون المشاق الناجمة عن مواقفهم وآرائهم بلا خوف أو تردد " . مناقشتنا : إن الكاتب خلط بين النفاق والتقية ، والنفاق إظهار الإيمان وإبطان الكفر ،
[1] الحجر : 9 - [2] صحيح البخاري : 8 / 208 - 211 ، باب رجم الحبلى ، وراجع صحيح مسلم : 4 / 167 و 5 / 116 ، ومسند أحمد : 1 / 23 و 5 / 132 و 183 ، وسنن أبي داود ، الحدود : 23 و . . . . [3] الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي في مقدمة تفسير سورة الأحزاب .
160
نام کتاب : رسائل ومقالات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 160